عثرت طواقم الإسعاف الإسرائيلية اليوم الثلاثاء على جندي احتياط ميتا في منزله بمدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، بعد أن أقدم على الانتحار يوم زفافه.

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الجندي المنتحر يبلغ من العمر 31 عاما وكان من المقرر أن يتزوج الليلة إلا أنه انتحر.

وتابعت أن الفريق الطبي الذي استُدعي إلى مكان الحادث اضطر إلى إعلان وفاة الجندي في مكان الحادث، ويجري التحقيق في الملابسات، وأشارت إلى أن “هذه الحادثة تضاف إلى زيادة مُقلقة في عدد حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي”.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بالعثور على جندي احتياط ميتا في منزله بمدينة رحوفوت، وأن هناك اشتباها في انتحاره خاصة في ظل تزايد حالات الانتحار بين جنود الاحتلال، وفي مقدمتهم قوات الاحتياط، بعد عودتهم من القتال في قطاع غزة.

ومنذ بداية العام الجاري، بلغ عدد الجنود الذين أقدموا على الانتحار 25 جنديا من بينهم شرطيان، وفقا للمعطيات الإسرائيلية، في حين بلغ عدد الجنود المنتحرين منذ مطلع عام 2023 وحتى مطلع سبتمبر/أيلول الجاري أكثر من 57.

ووفقا للبيانات الرسمية التي نشرها الجيش الإسرائيلي، فقد بلغ عدد الجنود المنتحرين 17 جنديا في عام 2023، و21 ضابطا وجنديا في عام 2024، وهو أكبر عدد مسجل منذ 2011.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قبل يومين تقريرا مطولا يلقي الضوء على تزايد حالات الانتحار بين جنود الجيش الإسرائيلي ولا سيما من قوات الاحتياط في ظل استمرار حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو عامين.

ورأت الصحيفة أن هذه الظاهرة تنطوي على مخاطر كبيرة على إسرائيل، رغم تقليل الجيش الإسرائيلي من أهميتها ومحاولة تفسيرها بتزايد أعداد المجندين من الاحتياط منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد أشارت معطيات كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أكثر من 10 آلاف جندي لا يزالون يعالجون من أزمات نفسية واضطراب ما بعد الصدمة، ولكن تم الاعتراف فقط بـ3769 جنديا على أنهم يتأقلمون مع اضطراب ما بعد الصدمة ويتلقون علاجا متخصصا.

دوامة من الخوف والذنب

وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن تزايد حالات انتحار الجنود الإسرائيليين الذين خدموا في قطاع غزة يعكس أزمة نفسية عميقة يعيشها هؤلاء الجنود بعد عودتهم من ساحة القتال.

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن هذه الظاهرة تشير إلى عجز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بكل أذرعها التأهيلية والعلاجية، عن التعامل مع التداعيات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي ترافق الجنود بعد خدمتهم في الحرب.

وأضاف مصطفى أن الأهوال التي شهدها الجنود في غزة، سواء ما رأوه أو ما ارتكبوه بأيديهم من جرائم ضد الفلسطينيين، تترك ندوبًا نفسية عميقة، وتجعلهم يعيشون في دوامة من الخوف والذنب حتى في بيئة تتفهم هذه الجرائم أو تدعمها.

وأشار إلى أن بعض الجنود، رغم محاولاتهم تبرير ما فعلوه، تظل تلك الجرائم تطاردهم وتمنعهم من التكيف مع حياتهم الروتينية، مما يدفع بعضهم إلى الانتحار، كما حدث سابقًا مع جنود أميركيين شاركوا في حروب فيتنام وأفغانستان والعراق.

وشدد على أن حرب الإبادة في قطاع غزة لن تنتهي بانسحاب الجنود، بل ستلاحقهم نفسيا وأخلاقيا، مما يفاقم العبء عليهم في مختلف الجوانب.

وأكد أن غياب الأطر العسكرية القادرة على معالجة هذه الأزمة سيجعل ظاهرة الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي مرشحة للتفاقم.

شاركها.
Exit mobile version