تفاعل مغردون على نطاق واسع مع العملية التي أطلقتها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة بهدف ما وصفته بـ”قطع دابر الفتنة والفوضى”.
وقال الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب إن “هدف العملية استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان”.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل طفلين ويزيد جعايصة القائد الميداني في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وجعايصة مطلوب لدى إسرائيل.
وتظاهر عشرات من أهالي مخيم جنين باتجاه مدخل المخيم الشرقي، وطالبوا بإنهاء الحملة الأمنية التي تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية ووقف الاشتباكات.
وسبقت المظاهرة وقفة لأمهات الشهداء والأسرى، في حين عمّ الإضراب مدينة جنين ومخيمَها للمطالبة بوقف الأزمة وبعقد حوار وطني شامل.
بدوره، قال الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تريد جنين ومخيمها من دون سلاح مقاومة، مؤكدا أن “بوصلة المقاتلين واضحة وهي ضد الاحتلال فقط”.
“الأمن مقابل البقاء؟”
ورصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2024/12/16) جانبا من تعليقات النشطاء والمغردين على حملة أجهزة أمن السلطة في مخيم جنين التي انطلقت فجر السبت الماضي، وأسبابها ودلالاتها.
فعلق حساب يحمل اسم “الصقر” قائلا “عدوان السلطة على مخيم جنين الذي أطلقوا عليه اسم حماية وطن يتكشف، وكل هذا التصعيد والتصريحات والصور من أجل إقناع (الرئيس الأميركي المنتخب) ترامب بأن هؤلاء يصلحون لحراسة المستوطنات”.
وقال عبد الرحمن إن “عملية كبيرة للسلطة الفلسطينية تجري في مخيم جنين وطولكرم لنزع السلاح الذي من دونه لا توجد مقاومة.. وبلا السلاح لا يمكن لفلسطين أن تستقل”.
ويعتقد زياد أن السلطة الفلسطينية تقدم مزيدا من التنازلات، إذ قال “من الأرض مقابل السلام في مدريد وأوسلو، إلى الأمن مقابل الاقتصاد في حقبة دايتون (جنرال أميركي استدعي لتدريب القوات الفلسطينية)”.
وأضاف “تدخل السلطة الفلسطينية مرحلة الأمن مقابل البقاء؛ عليك أن تلبي كل الطلبات الأمنية (حتى لا تصير زي غزة)”.
من جانبه، علق عادل بأن “الكيان يستوعب الدروس، الكيان هدفه واضح: التهجير والاستيلاء على كل فلسطين في غزة، تكبّد خسائر ضخمة بشرية واقتصادية، وإلى الآن وإلى يوم القيامة لن يصل لهدفه.. في الضفة يجربون طريقة أخرى للوصول للهدف”.
وفي رأي مخالف، أشاد محمد بالحملة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين، وقال “الأجهزة الأمنية الفلسطينية تُحكم القبض على مجموعة خارجين عن القانون ضمن عملية حماية الوطن، لا مكان للعابثين بأمن وأمان شعبنا”.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد ذكرت أن تحرك السلطة الفلسطينية في جنين جاء في ظل مخاوف من استلهام المسلحين التجربة السورية التي أسقطت نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد والانقلاب عليها.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤولين فلسطينيين وأميركيين وإسرائيليين قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت من إسرائيل الموافقة على المساعدة العسكرية الأميركية لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لدعم عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية.
واعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المرداوي تصريحات السلطة حول عملية جنين “انتحارا سياسيا”، مشيرا إلى أن العملية الأمنية تخدم المشروع الإسرائيلي وتهدف لتفتيت الجبهة الداخلية الفلسطينية.