في زمنٍ تحوّلت فيه المنصات الرقمية إلى منابر يدّعي البعض من خلالها المرجعية في خدمة المجتمع؛ ركِب البعض موجة جديدة تحت مسمى «قضاء حوائج الناس» بلا أدوات فعلية للحلول، ولا قدرة على إيصالها إلى الجهات المختصة.

على هؤلاء المغردين إعادة ترتيب مفهومهم في مصطلح «قضاء الحوائج»، فالتباهي بخدمة الناس على المنصات الرقمية لا يصنع من صاحبه مرجعاً مجتمعياً، فالمرجعية لا تُمنح بكثرة المتابعين، ولا بعدد المشاركات أو إعادة التغريد، إنما تبنى على النقاء، والثقة، والتجربة، والسمعة، والتجرد من الأهواء.

من الجميل أن يحمل أحدنا الخير للناس بقضاء حوائجهم، بشرط امتلاك نية خالصة، ونفس مدركة، فإن وثقوا فيه لجؤوا إليه في الشدائد. فقضاء الحوائج مقام عظيم يُنال بالأفعال لا بالأقوال، وعمل خفي وجهد صادق لا مجاهرة انتظاراً للإشادة، فمن أراد أن يخدم الناس ليكن مخلصاً في خدمتهم، متجرداً من حب الظهور، عاملاً بصمت.

إن التواضع في خدمة الناس أبلغ من كل صخب، ومن كان سبباً في قضاء حاجة بصمت، فهو أكرم عند الله من ألف منشور لا يسمن ولا يغني من جوع.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.