أعلنت المعارضة السورية المسلحة السيطرة على قرى وبلدات عدة في ريف حماة الشرقي والغربي شمال غربي سوريا، وبينما أكدت أنها تقترب من مدينة حماة مركز المحافظة، قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها تواصل ضرب ما وصفتها بالتنظيمات الإرهابية ومواقعها في ريفي حماة الشمالي وإدلب.
وقالت “إدارة العمليات العسكرية”، وهي غرفة قيادة تقود هجوم المعارضة المباغت “ردع العدوان” شمال غرب البلاد، إن قواتها أصبحت على مداخل مدينة حماة من محاور عدة، وإنها سيطرت على 14 قرية جديدة في محاور القتال بريف حماة.
وكانت المعارضة أعلنت سيطرتها على 15 بلدة وقرية أخرى في ريف حماة، وسط ما وصفتها بانهيارات كبيرة في صفوف قوات النظام السوري، وأضافت أنها سيطرت على مناطق صوران ومعردس وطيبة الإمام في ريف حماة الشمالي.
وأظهرت صور بثتها المعارضة قواتها أثناء استيلائها على دبابات ومدرعات وآليات عسكرية ثقيلة إضافة إلى ذخائر بعد معارك على تلك المناطق، وبثت صورا لاستيلائها على دبابات ومدرعات وآليات عسكرية ثقيلة إضافة إلى ذخائر بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
من جهته، قال القيادي في إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية عامر الشيخ إن قوات المعارضة تواصل تقدمها في ريف حماة الشمالي، ولن تتوقف حتى تحقيق كامل أهدفها، وفي مقدمتها تأمين عودة المهجرين إلى ديارهم، وإنهاء ما سماه حكم الفساد والاستبداد.
جولة في المناطق الجديدة التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية في ريف #حماة#فيديو pic.twitter.com/SGhVFFnRVC
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) December 3, 2024
ضربات مركزة
وفي المعسكر المقابل، قالت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، نقلا عن مصدر عسكري، إن سلاحي الجو السوري والروسي، وجّها ضربات مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، أوقعت عشرات القتلى والمصابين في صفوف من وصفتهم سانا بالإرهابيين، ودمرت أسلحتهم وآلياتهم.
كما قالت وكالة سانا إن قوات الجيش السوري تخوض مواجهات عنيفة مع من وصفتها بالتنظيمات الإرهابية شمال وغرب بلدة خطاب، بريف حماة الشمالي، ومحيط دير الزور، وإنها عملت على تدعيم خطوط الدفاع والإسناد بريف حماة الشمالي، تمهيدا لبدء الهجوم المضاد، حسب تعبيرها.
وأفادت وكالة الأنباء السورية بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حماة للتصدي لأي محاولة هجوم على المدينة.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن الجيش “يواصل ضرب التنظيمات الإرهابية ومواقعها في ريفي حماة الشمالي وإدلب، وقضى على ما لا يقل عن 200 إرهابي ودمر وأسقط أكثر من 20 مسيّرة”.
قصف أميركي
وفي الشمال الشرقي لسوريا حيث تسيطر ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قالت مصادر أميركية مطلعة للجزيرة إن مسيّرات أميركية شنت ضربات في دير الزور شرق نهر الفرات في سياق دعم عمليات “قسد”.
وأضافت المصادر أن الضربات جاءت دفاعا عن النفس ضد تهديدات لقاعدة الفرات العسكرية الأميركية، وأن الضربات استهدفت منصات صواريخ للمليشيات المدعومة من إيران في دير الزور.
من جهته، قال مسؤول أميركي للجزيرة إن القوات الأميركية لا تشارك في العمليات العسكرية بمنطقة دير الزور، لكنها شنت ضربات هناك في إطار الدفاع عن النفس وإحباط تهديد ضد منشآتها العسكرية.
وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف يقوده الأكراد في شمال وشرق سوريا وقد عمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، على نحو ربع مساحة سوريا، بما في ذلك حقول النفط والمناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي أميركي.
وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأربعاء الماضي بدء ما سمتها معركة “ردع العدوان”، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية” لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.
وتأتي الاشتباكات في المنطقة بعد أشهر من هدوء نسبي كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب الجيش السوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس/آذار 2020 عندما اتفقت روسيا -التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد- وتركيا، التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب سوريا.