لا خلاف أن للشخصية (الكاريزما) أهمية قصوى في تقلد المناصب الرفيعة والتي يندرج تحتها سعة اطلاع وكفاءة وقوة حضور وإلمام تام بمعايير المهنة وبروتوكولات المنصب وبالتأكيد قوة البيان لشخص مفوه ذي كلمة لها وقع وتأثير، ولكن هناك مكملات ضرورية لا يمكن بأي حال تجاهلها تجتمع وتشكل هذه الشخصية وتسد الثغرات إن وجدت وهي (المظهر العام).
في تقديري أن للمظهر تأثيراً كبيراً لجذب الأنظار واستقطاب انتباه العوام، ولتقريب الفكرة؛ وعلى سبيل المثال فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مثلاً رجل مهندم وأنيق جداً، وزوجته كذلك ولنتخيل لو كانا العكس! وبهذا المقياس شاهدنا الأيام الماضية حملة المرشحين للرئاسة الأمريكية: كامالا هاريس مثلاً حاولت أن تسد بعض الثغرات في الحضور العام لشخصيتها ببدل أنيقة ورتوش جيدة للشعر والإكسسوارات إلخ، أما المرشح والرئيس السابق ترمب فقد زاد بذخ حضوره بالمظهر المرتب والأنيق والبدل المصنوعة من أجود وأرق أنواع الصوف مع تناسق في الألوان التي لم تخرج من شعارات حزبه، وفي ذات الوقت ارتدت زوجته السيدة الأولى أجمل الحلل وأكثرها أناقة وظهرت بملابس من أرقى دور الأزياء العالمية مع تصفيفات شعر متميزة وبسيطة ومناسبة لكل حدث، وبالمناسبة فالسيدة ميلانيا ترمب من أكثر سيدات العالم أناقة وحسن مظهر وأدقهن في اختيار ما يناسبها من أزياء ولو استعرضنا صورها على صفحات الإنترنت لوجدنا أزياء آسرة لسيدة أنيقة بمظهر رسمي باذخ ومتناسق من أخمص قدميها حتى قمة رأسها، لذلك نحن على موعد مع حفل تنصيب رئاسي لافت في المظهر وقوة الحضور والأناقة لكامل عائلة ترمب وهو ما تفردت به هذه العائلة الأنيقة مقارنةً بمسيرة طويلة من قاطني البيت الأبيض باستثناء عائلة كيندي.
لولي العهد الأمير محمد بن سلمان كاريزما متميزة وطاغية وحضور قوي بكلماته وحركاته ولغته ونبرات صوته وسعة اطلاعة ومساحات مداركه، وكذلك بمظهره الذي لا يلبث أن يصبح (ترند) منذ ظهوره في كل مناسبة ليقتدي به كل معجب بعد بحث دقيق عن كل تفصيلة في مظهره من «ترسيمة الشماغ» حتى نوع الحذاء ولف البشت إلخ، والمظهر بشكل عام سمة من سمات الشخصية ومكمل مهم يرسم كل باقي التفاصيل.
يحضرني الكثير من الأشخاص المؤثرين مثلاً بأقلامهم وقوة فكرهم وعذوبة أطروحاتهم ولكن ما إن تلتقي بهم على أرض الواقع حتى تتفاجأ وتتغير نظرتك وتتهاوى الصورة النمطية التي أطرتها مخيلتك بشكل مغاير تماماً للواقع، إنه المظهر المكمل لجماليات المخبر!