لا ألوم المستقبلين فأشواقهم تقود أجسادهم، لكن ما عذر «الكدادة»؟ وأين المنظمون من التواجد لضمان انسيابية حركة الممر ومنع المتطفلين من عرض خدماتهم غير القانونية؟ فلو كانت هناك رقابة صارمة لما تجرأ أحد منهم على اعتراض طريق المسافرين !
الجديد اللافت كان عرض «الكدادة» الخدمات باسم أوبر وكريم، ولو كانوا كذلك ما حاجتهم لاعتراض سبيل المسافرين وعرض خدمات تطلب عادة بواسطة التطبيق المخصص لها ؟!
البعض يقول، إن هذه الظاهرة موجودة في العديد من مطارات العالم، لكن الحقيقة أنني لم أجدها بهذه الكثافة وهذا الإلحاح في أي مطار عالمي، وهي ظاهرة مشوهة لأي مطار وتعكس فوضوية تنظيمية وملحوظة أمنية في أي بلد يسعى للبروز كبلد سياحي متقدم، فأول ما يستقبل السائح عند وصوله هو ما يخلق انطباعه الأول ولا يجب أن يكون سلبياً !
والملحوظة الأمنية أن يقوم شخص مجهول بعرض خدمات التوصيل دون امتلاكه ترخيصاً أو العمل تحت مظلة نظامية تحدد هوية مقدم الخدمة وتحمله مسؤولية سلامة الراكب، وهذا الأمر من أهم معايير تقييم السلامة والأمان في قطاع السفر والسياحة بأي دولة سياحية !
ختاماً، ولأنني أعلم أن هناك عاطفيين سيقحمون مسألة طلب الرزق في المسألة، فإنني أذكرهم بأن نشاط «الكدادة» يؤثر سلباً على رزق السائقين النظاميين المسجلين في تطبيقات توصيل الركاب، وبعضهم استثمر في شراء مركبته بالتقسيط أو دفع عمولات لتطبيقات التوصيل، وكذلك المستثمرين في خدمات شركات الأجرة، وجميعهم ينتظرون لساعات في مواقفهم المخصصة، بينما هناك من يتخاطف الركاب عند بوابات الوصول بدون وجه حق نظامي !
باختصار.. أحب مدينتي وأهتم بصعودها كمدينة سياحية عالمية، وأحب مطارها وأثمن جهود تطويره المستمرة، لكن أكره أن تشوه ذلك تفاصيل صغيرة يمكن معالجتها بتنسيق صلاحية المسؤولين وحزم رقابة المخالفين !