قال تقريران جديدان أصدرتهما منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من اضطرابات الصحة النفسية، حيث تُلحق حالات مثل القلق والاكتئاب خسائر بشرية واقتصادية فادحة. وجاءت هذه التحذيرات قبيل حلول اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق العاشر من أكتوبر القادم، في وقت عززت فيه العديد من الدول سياساتها وبرامجها الخاصة بالصحة النفسية، لكن الحاجة ما تزال ماسة إلى مزيد من الاستثمار والتحرك عالميًا لتوسيع نطاق الخدمات وضمان وصولها إلى الأفراد كافة.
ثاني أكبر أسباب الإعاقة طويلة الأمد
وبحسب ما ذكره موقع «ميديكال إكبريس»، فإن القلق والاكتئاب منتشران في جميع البلدان والفئات العمرية، ويُعدان ثاني أكبر أسباب الإعاقة طويلة الأمد، ما يؤدي إلى فقدان سنوات صحية من حياة المصابين ويضاعف تكاليف الرعاية الصحية للأسر والأنظمة على حد سواء.
ويؤكد التقرير، أن هذه الاضطرابات لا تقتصر على الأثر الصحي المباشر، بل تمتد إلى تأثيرات اقتصادية جسيمة؛ إذ يقدَّر أن القلق والاكتئاب يكلفان الاقتصاد العالمي ما يزيد على تريليون دولار أمريكي سنويًا بسبب انخفاض الإنتاجية.
من أبرز أسباب الانتحار
كما أشار «أطلس الصحة النفسية 2024» إلى أن الانتحار لا يزال نتيجة مأساوية لهذه الاضطرابات، حيث أودى بحياة نحو 727 ألف شخص في 2021، ليصبح من أبرز أسباب الوفاة بين الشباب في مختلف البلدان. ورغم الجهود العالمية، فإن التقدم نحو تحقيق هدف الأمم المتحدة بخفض معدلات الانتحار بمقدار الثلث بحلول 2030 يسير ببطء شديد، إذ تشير التقديرات إلى أنه لن يتجاوز 12% فقط.
وبينما رصد التقرير بعض التقدم الملموس، مثل إدماج برامج الوقاية من الانتحار والصحة النفسية المدرسية وتنمية الطفولة المبكرة، إلا أن الفجوات ما تزال واضحة، خاصة في الدول منخفضة الدخل حيث لا يتلقى الرعاية سوى أقل من 10% من المتضررين مقارنة بأكثر من 50% في الدول ذات الدخل المرتفع. كما أظهر، أن أكثر من 80% من الدول تقدم دعمًا نفسيًا واجتماعيًا ضمن استجاباتها للطوارئ، بزيادة لافتة عن 39% في 2020، إلا أن الوصول إلى الخدمات يظل متفاوتًا مع ضعف البيانات في كثير من البلدان. وتبرز هذه النتائج الحاجة إلى استثمار مستدام، وتعاون متعدد القطاعات، والحد من وصمة العار، من أجل تعزيز الصحة النفسية وحماية المجتمعات من التداعيات الإنسانية والاقتصادية الهائلة.
أخبار ذات صلة