20/9/2024–|آخر تحديث: 20/9/202402:39 م (بتوقيت مكة المكرمة)
لا يزال المواطن العراقي يونس خضير ينشد العدالة منذ عقدين، بعدما فقد ساقيه جراء غارة أميركية على العاصمة بغداد، أثناء غزو الولايات المتحدة لبلاده.
ومنذ 21 عاما وبدون ساقين، يبحث خضير (46 عاما) دون جدوى عن العدالة والتعويض، بعد أن أصابته قنابل أسقطها الجيش الأميركي حين كان يبلغ من العمر 25 عاما.
لم يترك خضير بابا إلا وطرقه، على أمل الحصول على تعويض ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان، فالحرب الأميركية على العراق خلفت كثيرا من الضحايا بين قتلى ومعاقين ومتضررين آخرين.
متحدثا عن يوم لا ينساه أبدا انقلبت فيه حياته، قال خضير للأناضول “فقدت ساقيّ نتيجة هجوم بالقنابل شنته القوات الأميركية في 5 مارس/آذار 2003”.
وبينما كان يسير في الحي الذي يسكنه ببغداد وقت الظهيرة خلال عودته إلى منزله، وقع هجوم مفاجئ بالقنابل، ورأى إحدى ساقيه قد بُترت بينما تمزقت الأخرى جراء الهجوم.
مشاكل نفسية
نُقل بعدها إلى المستشفى لتقلي العلاج، ولم تكن المستشفيات في العراق حينها تقدم الخدمات الطبية بشكل جيد، كما يقول.
وبعد إجراء عملية جراحة، أفاق وأراد أن يتلمس ساقيه، إلا إن أقرباءه المرافقين لم يسمحوا له بذلك.
وعندما سألهم قالوا له لتهدئته إن ساقيه على ما يرام، لكنه غافلهم في وهلة من الزمن وتلمس ساقيه ووجدهما مبتورتين ليدخل في دوامة بكاء، كما يصف.
ومتحسرا قال خضير “فقدت ساقيّ وأنا في ريعان شبابي (25 عاما)، وعلى إثرها عانيت من مشاكل نفسية كبيرة، ولم أخرج من المنزل لفترة من الوقت”.
كان لاعب كرة قدم جيد قبل أن تبتر ساقاه، كل هذا أثر على نفسيته بشكل كبير، كما تأثرت سلبا على صعيد إعالة أسرته، وما زالت كل هذه الآثار مستمرة.
مواصلة العمل
ووفق خضير فإن المنزل الذي يعيش فيه ورثه عن والده، وإخوته الستة جميعهم متزوجون ولديهم أسرهم في هذا المنزل.
وشدد على أنه لم يحصل على أي تعويض من أي جهة حكومية أو ذات صلة منذ 2003.
واضطر خضير لمواصلة العمل في مهنته القديمة، وهي النجارة، رغم أن الأمر بات صعبا عليه للغاية بعد فقدان ساقيه.
يعمل خضير أيضا في البناء ويتسلق الجدران بصعوبة، “أبني أسقف منازل الناس، لكنني لا أستطيع بناء سقف منزلي. لأنني لا أملك القدرة المالية لذلك”، كما يقول.
وتابع “كنت ألعب كرة القدم (…) وعندما فقدت ساقيّ، بدأت من على كرسي متحرك أشاهد الشباب وهم يلعبون كرة القدم، وهذا أكثر الأشياء التي تؤلمني”.
وفي 20 مارس/آذار 2003، أطلق تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة عملية عسكرية لإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، بمزاعم بينها امتلاك أسلحة دمار شامل.
ورغم إسقاط نظام صدام (1979-2003)، في 9 أبريل/نيسان 2003، فقد استمر الاحتلال الأميركي للعراق.
ومنذ عام 2014، تتواجد الولايات المتحدة عسكريا في العراق ضمن تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تتصاعد دعوات عراقية إلى خروج القوات الأميركية.
وأسفر الغزو الأميركي للعراق بين 2003 و2011 عن مقتل نحو 200 ألف عراقي، معظمهم مدنيون، وفق تقارير حقوقية.