8/8/2025–|آخر تحديث: 18:10 (توقيت مكة)
أعلنت كل من السعودية ومصر اليوم الجمعة بشكل منفصل رفضهما قرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، ودعتا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.
وجاء موقفا الدولتين عقب إقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) خطة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل رغم معارضة المؤسسة العسكرية لها بسبب خطرها على حياة الأسرى والجنود.
ونددت السعودية في بيان لخارجيتها بأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة.
كما أدانت بشكل قاطع إمعان إسرائيل في ارتكاب جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وأكدت السعودية أن الأفكار والقرارات غير الإنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلية دون رادع تؤكد مجددا أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض، وأنه صاحب حق فيها.
وحذرت المملكة من أن استمرار عجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية فورا يقوض أسس النظام الدولي والشرعية الدولية ويهدد الأمن والسلم إقليميا وعالميا.
وأكدت السعودية أن هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة تحتم على المجتمع الدولي اليوم اتخاذ مواقف فعلية حازمة ورادعة تنهي الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتمكن من تحقيق الحل الذي تُجمع عليه الدول المحبة للسلام بتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
#بيان | تندد المملكة العربية السعودية بأقوى وأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، وتدين بشكل قاطع إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع و الممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. pic.twitter.com/IgQkTbGaBO
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) August 8, 2025
إدانة مصرية
بدورها، أعلنت مصر اليوم الجمعة رفضها قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة كاملا، واعتبرته مواصلة لحرب الإبادة بحق الفلسطينيين.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إن مصر تدين بأشد العبارات قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بوضع خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وأوضحت أن الخطة تهدف إلى ترسيخ الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، والقضاء على كافة مقومات حياة الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وتصفية القضية الفلسطينية.
وجددت مصر التأكيد على أن مواصلة إسرائيل سياسة التجويع والقتل الممنهج والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل لن تؤدي إلا لتأجيج الصراع وتصعيد التوتر وتعميق الكراهية ونشر التطرف في المنطقة.
ودعت مصر المجتمع الدولي -بما في ذلك مجلس الأمن وجميع الأطراف المعنية- إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف سياسة العربدة وغطرسة القوة التي تنتهجها إسرائيل بهدف فرض أمر واقع بالقوة، وتقويض فرص تحقيق السلام، والقضاء على آفاق حل الدولتين.
كما جددت التأكيد على أنه لا أمن ولا استقرار ستنعم به إسرائيل والمنطقة إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الخطة الإسرائيلية
ومساء أمس الخميس، عرض نتنياهو خلال اجتماع الكابينت خطة تدريجية لاحتلال قطاع غزة رغم معارضة المؤسسة العسكرية لها بسبب خطرها على حياة الأسرى والجنود.
وتنص الخطة على بدء الجيش الإسرائيلي التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقا، بهدف السيطرة عليها وسط القطاع ومدينة غزة رغم تحذيرات رئيس هيئة الأركان إيال زامير من هذه الخطوة.
وبحسب الطرح الذي قدمه نتنياهو، فإن الخطة تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعه تطويق المدينة، ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها أشهرا عدة، قبل أن يتراجع في أبريل/نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه تدمير البنية التحتية لحماس في المدينة.
ومن كامل القطاع بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي، وفق مسؤولين فلسطينيين.
والمناطق التي لم تحتلها القوات الإسرائيلية بريا تمثل نحو 10 إلى 15% من مساحة القطاع فقط، حسب ما نقلت الأناضول عن مسؤولين محليين.
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة 38 سنة بين 1967 و2005.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و258 شهيدا و152 ألفا و45 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.