في حادثة مأساوية هزت بريطانيا، فقدت عارضة الأزياء السابقة ميليفا بروكس، البالغة من العمر 75 عامًا، حياتها بعد انهيارها داخل ساونا في صالة رياضية محلية، وقد أثارت هذه الواقعة جدلًا واسعًا حول المخاطر الصحية المرتبطة بـ«الساونا»، وهي من الأنشطة المفضلة لدى البريطانيين.
وبينما تُروج «الساونا» كوسيلة للاسترخاء وتحسين الصحة، يحذر الخبراء، حسبما نشر موقع MailOnline، من أنها قد تكون قاتلة إذا لم تُستخدم بحذر، خصوصا مع الارتفاع السريع في شعبيتها.
وفي 26 أغسطس 2022، دخلت ميليفا بروكس ساونا صالة رياضية تابعة لسلسلة Everlast في الساعة 2:15 ظهرًا، بعد قراءة تحذير السلامة على الباب، لكن جلسة الاسترخاء تحولت إلى كابوس. ولاحظ أعضاء آخرون في الصالة صعوبة تنفسها، مما دفعهم لتفعيل زر الطوارئ، ليتم إيقاف تشغيل الساونا بحلول الساعة 3:16، وتم نقل ميليفا على الفور إلى مستشفى Cheltenham General، لكنها فارقت الحياة بعد ثلاثة أيام.
وخلص تحقيق أجري في سبتمبر 2023 إلى أن السبب الوحيد المحتمل لوفاتها هو ضربة الشمس، وهي حالة خطيرة ناتجة عن الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى فشل الأعضاء.
وفي تطور لاحق، وفقًا لموقع MailOnline، رفعت ابنة ميليفا، الممثلة ميلانكا بروكس (41 عامًا)، نجمة مسلسل Black Mirror على نتفليكس، دعوى قضائية ضد سلسلة Everlast تطالب بتعويض قدره 100,000 جنيه إسترليني، ولم تقدم مجموعة Frasers، المالكة للصالات الرياضية، دفاعًا عن الدعوى حتى الآن، وفقًا لتقارير صحفية.
وتشهد بريطانيا طفرة في شعبية «الساونا»، حيث تضاعف عدد «الساونا» العامة 3 مرات منذ عام 2023، ليصل إلى نحو 150 ساونا في جميع أنحاء البلاد، ومع تأييد مشاهير مثل جوينيث بالترو ومايا جاما لهذا الاتجاه، يتزايد عدد المستخدمين الجدد، لكن الخبراء يحذرون من أن قلة الوعي بالمخاطر قد تؤدي إلى المزيد من الحوادث.
أخبار ذات صلة
ويقول الدكتور مات مايلي، خبير درجات حرارة الجسم في جامعة لوبورو، إن «الساونا» لها فوائد صحية، لكنها ليست خالية من المخاطر، موضحًا أن «الساونا»، التي تصل درجة حرارتها إلى 80 مئوية (176 فهرنهايت)، يمكن أن ترفع درجة حرارة الجسم إلى مستويات خطيرة دون مراقبة طبية، على عكس التجارب المعملية التي تُجرى تحت إشراف صارم.
وتُعد ضربة الشمس السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بـ«الساونا»، وتبدأ هذه الحالة عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى 40 مئوية، مما يعطل قدرته على التبريد ويسبب ضررًا للأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ والكلى.
ويحذر الدكتور مايلي من أن درجات حرارة أقل، مثل 38 مئوية، يمكن أن تسبب مشاكل صحية أيضًا، وتشمل العلامات المبكرة لضربة الشمس الدوخة، الارتباك، ضيق التنفس، وتشنجات عضلية، ويُنصح بالخروج فورًا من الساونا عند ظهور أي منها.
كما يوضح الخبراء أن كبار السن، خصوصا من تجاوزوا 75 عامًا، هم الأكثر عرضة لضربة الشمس بسبب انخفاض كفاءة الجسم في التبريد مع تقدم العمر، كما أن الجفاف الناتج عن ممارسة الرياضة أو السباحة في الماء البارد قبل دخول «الساونا»، يزيد من المخاطر.
وتشير الدراسات إلى أن نحو 50% من وفيات الساونا ترتبط بتناول الكحول، الذي يُسبب الجفاف ويؤثر على قدرة الجسم على تنظيم ضغط الدم.