أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين عشرات الفلسطينيين على النزوح من مخيم نور شمس في طولكرم، محولة منازلهم إلى ثكنات عسكرية.
وفي الوقت ذاته، تواصل المقاومة التصدي لقوات الاحتلال داخل مخيم الفارعة الذي يتعرض لعدوان عنيف جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد نازحون من مخيم نور شمس بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمد إلى تدمير المخيم وإجبارهم على النزوح بعد اقتحام منازلهم وتخريبها.
وشوهد عشرات الفلسطينيين ينزحون من المخيم باتجاه مدينة طولكرم مشيا على الأقدام، في حين يواصل الاحتلال عدوانه لليوم الثاني على التوالي، وتتعالى بين الحين والآخر أصوات الانفجارات وإطلاق النار.
وأمس الأحد، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس، بينهم سيدة وجنينها.
ثكنات عسكرية
وفي مخيم الفارعة، تواصل قوات الاحتلال مداهمة منازل المواطنين وإجبار المزيد من العائلات على النزوح، إضافة إلى تدمير محتويات المنازل جنوب طوباس.
وبحسب تقارير فلسطينية، فإن الاحتلال يعمل منذ صباح اليوم على اقتحام منازل المواطنين وإجبار عائلات عدة على النزوح قسرا بهدف تحويل منازلهم إلى ثكنات عسكرية.
وتزداد الأوضاع الإنسانية في المخيم سوءا مع استمرار انقطاع المياه لليوم التاسع على التوالي ونفاد مياه الشرب من المنازل، بالإضافة إلى نقص حاد في المواد الغذائية وأدوية المرضى وحليب الأطفال.
المقاومة تتصدى
من جهتها، أفادت مصادر للجزيرة بأن مقاومين فجروا عبوة ناسفة شديدة بالآليات العسكرية داخل مخيم الفارعة.
وقالت “سرايا القدس– الضفة الغربية” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن “مقاتليها يتصدون برفقة الفصائل الأخرى لقوات الاحتلال في محاور القتال المختلفة”.
وأوضحت الكتيبة أنه منذ إعلان الاحتلال توسيع عملياته “تمكن مقاتلوها من إحراق آليات العدو وجرافاته العسكرية”.
الاحتلال يقتحم عقبة جبر
وشرق الضفة الغربية، اقتحم جيش الاحتلال مخيم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين، وانتشر في أحياء عدة وفتش محال تجارية.
وقال شهود عيان إن “قوة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم عقبة جبر بمحافظة أريحا شرقي الضفة الغربية”.
وبيّن الشهود أن قوات إسرائيلية انتشرت في أحياء عدة وفتشت محال تجارية، ولم يعرف بعد مزيد من التفاصيل.
من جهتها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم الاثنين إن الجيش الإسرائيلي وسع أوامر إطلاق النار في الضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى زيادة قتل المدنيين الفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة نقلا عن قادة وحدات في الجيش الإسرائيلي إن قيادة المنطقة الوسطى لديها قررت تطبيق آلية إطلاق النار التي كانت تتبعها في قطاع غزة لقتل أي فلسطيني غير مسلح، سواء يشتبه فيه أو لا بالضفة الغربية.
كما اعتبرت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية أن تل أبيب تشن “حربا شاملة” على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ويتزامن ذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 21 يناير/كانون الثاني الماضي بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، مما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ثم وسّع جيش الاحتلال عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث استشهد 5 فلسطينيين، في حين بدأ في الثاني من فبراير/شباط الجاري عملية أخرى ببلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون ويواصل عمليته بمخيم الفارعة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية- مما أسفر حتى مساء أمس الأحد عن استشهاد 910 فلسطينيين وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أميركي ارتكبت تل أبيب بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.