3/2/2025–|آخر تحديث: 3/2/202509:57 ص (توقيت مكة)
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما اعتقلت العشرات في مختلف محافظات الضفة، في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تصعيد المقاومة بوجه الاحتلال.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه وسع العملية الأمنية لإحباط ما سماه “الإرهاب في شمال الضفة” لتشمل 5 قرى جديدة.
وأضاف البيان أن قوات الكتيبة القتالية التابعة للواء “بيسلاح” بدأت عملياتها في قرية طمون جنوبي طوباس، وأنها عثرت على وسائل قتالية ومخازن ذخيرة.
بدورها، ذكرت مصادر للجزيرة أن مقاومين فلسطينيين فجروا عبوة ناسفة في قوة لجيش الاحتلال بمخيم الفارعة جنوبي طوباس في الضفة الغربية.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها أدت إلى استشهاد 25 فلسطينيا حتى صباح أمس الأحد، قبل أن يوسع عدوانه الاثنين الماضي ليشمل مدينة طولكرم (شمال) التي استشهد فيها 3 فلسطينيين.
تفجير المنازل
وفي مخيم جنين، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 أحياء سكنية، وفجّرت مباني في حارة الدمج والحواشين ومنطقة شارع مهيوب ومحيط مسجد الأسير.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الاحتلال أدخلت شحنات كبيرة من المتفجرات إلى المخيم من أجل نسف المنازل بعدما أجبرت سكانه على النزوح خلال الأيام الماضية.
يأتي ذلك ضمن العملية المستمرة التي تدخل يومها الـ14 على التوالي في جنين حيث يواصل الاحتلال -إلى جانب عملية النسف- تجريف المنازل وشق طرق جديدة داخل المخيم وتحويل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية، بالتزامن مع انتشار كبير للجيش في جميع مناطق جنين.
وقد تعرّض مستشفى جنين الحكومي لأضرار نتيجة عملية التفجير التي نفذها الاحتلال في مخيم جنين.
وقالت سرايا القدس– كتيبة جنين إن مقاتليها في سرية السيلة الحارثية غربي جنين فجروا عبوة ناسفة موجهة في آلية عسكرية إسرائيلية.
من جهتها، نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الشهيد القسامي نور الدين شاكر السعدي الذي قالت إنه استشهد خلال قصف الاحتلال الحي الشرقي في مخيم جنين.
في الأثناء، بدأ أهالي مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية تشيع جثامين 7 شهداء قتلتهم قوات الاحتلال خلال اقتحامها المتواصل للمدينة ومخيمها منذ أسبوعين.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال سمحت فقط لعائلات الشهداء بتشيع أبنائهم ليقتصر الموكب الجنائزي على سيارات الإسعاف والأقارب من الدرجة الأولى ليتم دفن الشهداء في مقبرة المخيم.
جرائم بطولكرم
في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية بمدينة طولكرم ومخيميها لليوم الثامن على التوالي، وسط انتشار واسع لقوات الجيش في مناطق متفرقة من المدينة ومخيم طولكرم.
وأظهرت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة تحركات جيش الاحتلال في شوارع المدينة واعتداء الآليات العسكرية على عربات بيع الخضار في سوق المدينة.
ووفقا لمصادر محلية للجزيرة، فإن قوات الجيش أجبرت المواطنين في المخيم على النزوح وإخلاء منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
بعثرت محتوياتها دون سبب.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير عربات خضار لباعة متجولين في #طولكرم#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/6J8KYz372J
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 2, 2025
وفي مخيم العروب شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية استشهد فلسطيني وأصيب 4 آخرون جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص خلال مواجهات في المخيم.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينيا -بينهم أسرى سابقون- خلال الـ24 ساعة الماضية، حسبما أكد نادي الأسير الفلسطيني.
وأوضح نادي الأسير أن “عمليات الاعتقال تترافق مع تحقيقات ميدانية واعتداءات وتهديدات بحق المواطنين وعائلاتهم، إلى جانب تنفيذ عمليات تنكيل وتدمير للبنية التحتية وتخريب لمنازل المواطنين”.
وأكدت وسائل إعلام فلسطينية أن الاعتقالات شملت بلدات السيلة الحارثية غربي جنين، وحي كفر عقب ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وقرية كفر مالك شمال شرقي رام الله، وبلدة الفندق شرقي قلقيلية، ومدينة حلحول وبلدة صوريف شمالي الخليل، وبلدة اللبن الشرقية جنوبي مدينة نابلس.
تصعيد المقاومة
وفي سياق متصل، قالت حركة حماس إن استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين ونسف المنازل لن يحطم إرادة الشعب الفلسطيني، بل سيزيد صلابة المقاومين.
وأضافت حماس في بيان أن التفجيرات الضخمة في جنين ونسف المنازل دليل على استمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
كما قال البيان إن الاحتلال يصر على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها في قطاع غزة، في ظل استمرار الصمت الدولي وغياب محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة.
وأكدت حماس في بيانها أن الجرائم المتصاعدة تستدعي مزيدا من تصعيد المقاومة للتصدي للاحتلال.
بدورها، وصفت المقررة الأممية المعنية في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية بـ”الإجرامية”، محذرة من أن “نية الإبادة الجماعية واضحة في الطريقة التي تستهدف فيها إسرائيل الفلسطينيين”.
ودعت المسؤولة الأممية عبر حسابها بمنصة إكس أمس الأحد المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف عمليات التدمير التي قالت إنها “توسعت لتشمل جميع الأراضي المحتلة وليس غزة فحسب”.
وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني وإصابة نحو 6700 واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.