|

لم يعد انتهاك المستوطنين الإسرائيليين للمسجدين الأقصى والإبراهيمي طقسا ثانويا، ولكنه أصبح حدثا يوميا منذ بدء الحرب على قطاع غزة قبل 20 شهرا، ووصل الأمر إلى الاستيلاء الضمني على المسجد الإبراهيمي.

وبعد أن كانت الاقتحامات تقتصر على باحات المسجدين في سنوات مضت، أصبحت اليوم تشهد إقامة صلوات وطقوس تلمودية فيهما، تزامنا مع منع المسلمين من دخولهما، بل منع رفع الأذان وإقامة الصلوات عشرات المرات.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، أدوا طقوسا يهودية فيه، في حين قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية إن إسرائيل صعدت من انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.

فقد سجلت الوزارة 11 إغلاقا كاملا للمسجد الأقصى المبارك خلال يونيو/حزيران الماضي، فضلا عن اقتحامه واقتحام قبة الصخرة، وفرض مزيد من القيود على أعداد المصلين.

وفي الشهر نفسه، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي 12 يوما ومنعت الأذان فيه 89 مرة، كما أغلقت كنيسة القيامة 11 يوما أيضا.

استيلاء على المسجد الإبراهيمي

ولا يقف الأمر عند زيادة عدد الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون للمسجدين الأقصى والإبراهيمي، ولكنها شملت أيضا الوقت الذي يقضونه فيهما والطقوس التي يؤدونها، وفق الصحفي محمد الأطرش.

وكانت إسرائيل قد فرضت تقسيما زمانيا ومكانيا على المسجد الإبراهيمي بعد المجزرة التي نفذها أحد المستوطنين بداخله سنة 1994، غير أن عدد الاقتحامات التي جرت منذ ذلك الحين كانت أقل من نظيرتها التي جرت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما قال الأطرش.

وعمليا، انتقلت إسرائيل حاليا من التقسيمين الزماني والمكاني إلى الاستيلاء الكامل على المسجد الإبراهيمي الذي زادت التنكيل بمرتاديه وترهيبهم، ورفعت أعلامها فوقه وقامت بتركيب إضاءات وأجهزة إنذار به رغما عن وزارة الأوقاف، التي دعت لتحرك دولي لوقف هذه الانتهاكات للمقدسات.

وخلال الشهور الـ20 الماضية، نفذ أكثر من 3500 مستوطن أكثر من 25 اقتحاما لباحات الأقصى خلال الشهر الماضي، في حين قام نحو 26 ألف مستوطن بتنفيذ اقتحامات خلال العام الجاري فقط. لكن السابقة الخطيرة كانت عندما أغلقت إسرائيل المسجدين خلال حربها مع إيران، ومنعت الصلاة فيهما بشكل كبير.

شاركها.
Exit mobile version