27/12/2024–|آخر تحديث: 27/12/202407:55 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي -الجمعة- الطواقم الطبية والمرضى في مستشفى كمال عدوان (شمال قطاع غزة) على خلع ملابسهم في البرد الشديد، ثم اقتادهم إلى جهة مجهولة بعد أن اقتحمه في وقت سابق وأحرق مرافقه.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية فيديو لعملية إخلاء المستشفى ممن قالت إنهم مشتبه بهم، وتظهر مجموعة من الرجال وقد تم تجريدهم من ملابسهم، ويساقون تحت تهديد آلية عسكرية، رافعين أيديهم.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذا المستشفى يعتبر بمثابة مركز لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمال القطاع، وعمل منه مسلحون طوال فترة الحرب.
من جانبها، قالت حماس إن “اقتحام جيش الاحتلال المجرم مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه جرائم حرب صهيونية”.
وحمل بيان حماس الاحتلال ومِن خلفه الإدارة الأميركية المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية بالمستشفى، مطالبا المجتمع الدولي وكل الدول والأطراف الفاعلة بالتحرك، وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المبنى بعد ساعات من حصاره، وطلبت من إدارة المستشفى إخراج الطاقم الطبي والمرضى والمرافقين، بالتزامن مع إطلاق نار وقصف من الدبابات بمحيطه. وأمهلت الموجودين بعض الوقت للخروج إلى الساحة.
يُذكر أن نحو 350 شخصا موجودون داخل المستشفى، بينهم 75 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 شخصا من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى المختلفة.
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت إن نحو 50 شخصا، بينهم 5 من الكادر الطبي في المستشفى، استشهدوا نتيجة قصف قوات الاحتلال مبنى مجاورا.
ضرب المنظومة الصحية
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال أحرق أقسام العمليات الجراحية والمختبر والصيانة ووحدات الإسعاف والمخازن بمستشفى كمال عدوان، وإن الحريق بدأ بالانتشار إلى كامل المبنى. وأضافت أن آليات جيش الاحتلال تحاصر المستشفى مما يجعل الوضع بالغ الخطورة.
وأشار بيان الوزارة إلى تلقي الدكتور حسام أبو صفية (مدير المستشفى) تهديدا مباشرا من قوات الاحتلال مفاده أنها ستعتقله هذه المرة.
واعتبر البيان ما يحدث في مستشفى كمال عدوان بمثابة ضربة قاضية يوجهها الاحتلال للمنظومة الصحية المتبقية شمال القطاع، مؤكدا أن هذا يتناسب مع خطة الجنرالات لإنهاء وجود السكان في هذه المنطقة.
وقال الدكتور ماهر شامية الوكيل المساعد بصحة غزة إن الوزارة لا تدري شيئا عن مصير من كان داخل مستشفى كمال عدوان من المرضى والكوادر الطبية.
وناشد شامية -في مؤتمر صحفي- المنظمات الدولية وقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المرضى والمنشآت الصحية.
وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة، قال المدير العام لوزارة الصحة الدكتور منير البرش إن الاحتلال الإسرائيلي أحرق مستشفى كمال عدوان، واستخدم أمس روبوتات متفجرة ضخمة لتدميره.
وأضاف البرش أن الاتصال بالطواقم الطبية وسيارات الإسعاف انقطع، ولم تأت أي أخبار منه منذ اقتحامه.
ومن جانبه، قال الدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية بالوزارة إن توقف الخدمة بمستشفى كمال عدوان يحرم شمالي القطاع من الخدمات الطبية، وأضاف أن استهداف المستشفى جزء من سيناريو الاحتلال لتدمير المنظومة الصحية في القطاع المحاصر.
مجازر جديدة
وفي التطورات الأخرى، أكدت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في غزة وصل منها إلى المستشفيات جثث 37 شهيدا، و98 مصابا في 24 ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة أن الطبيب أحمد الزهارنة الذي يعمل ضمن الطاقم الطبي بمستشفى غزة الأوروبي في خان يونس توفي نتيجة البرد القارس، وقد عُثر على جثته داخل خيمته بمنطقة المواصي غربي هذه المدينة الواقعة جنوبي القطاع.
وتأتي هذه الحادثة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون في غزة، حيث تزداد معاناة سكان القطاع بسبب انخفاض درجات الحرارة، ونقص وسائل التدفئة في الخيام.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر طبية إن 16 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
في الأثناء، تعرضت أحياء في مدينة غزة لسلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل المدنيين.
وقد شنت قوات الاحتلال قصفا مدفعيا مكثفا على حيي الزيتون والصبرة (جنوبي المدينة) تزامنا مع إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية والمسيرات نحو منازل الفلسطينيين هناك.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة عدد آخر، إثر غارة جوية على منزل في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.