في تحذير عاجل أطلقته منظمة الأرصاد الجوية العالمية التابعة للأمم المتحدة، يتجه عام 2025 ليكون الثاني أو الثالث الأكثر حرارة على الإطلاق في سجلات تمتد لـ176 عاماً، ما يجعل الأعوام 2023 و2024 و2025 الثلاثة الأشد حرارة في التاريخ المسجل.

هذا التسلسل المقلق يؤكد أن العالم غارق الآن في أعماق أزمة المناخ، مع تحذيرات من أضرار «لا رجعة منها» إذا استمرت الوتيرة الحالية، ويأتي التقرير قبل أيام من انعقاد قمة المناخ كوب 30 في البرازيل، حيث يجتمع قادة العالم لمواجهة التحديات المتسارعة.

11 عاماً من الاحترار المتواصل

وأوضحت المنظمة أن السنوات الـ11 الماضية، منذ 2015 وحتى الآن، ستكون الأكثر دفئاً على الإطلاق، ما يعكس تسارعاً غير مسبوق في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأكدت الأمينة العامة للمنظمة سيليست ساولو أن «السلسلة غير المسبوقة من درجات الحرارة المرتفعة، مع الزيادة القياسية في مستويات غازات الدفيئة العام الماضي، تجعل من المستحيل عملياً الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في السنوات القليلة القادمة دون تجاوز مؤقت لهذا الحد».

لكن ساولو أضافت بتفاؤل حذر: «العلم واضح تماماً بأنه لا يزال ممكناً وأساسياً إعادة درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة بنهاية القرن»، من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عبر زراعة غابات جديدة واستخدام تقنيات متقدمة لإزالته وتخزينه تحت الأرض.

من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن «كل عام يتجاوز 1.5 درجة سيضرب الاقتصادات، ويعمق التفاوتات، ويسبب أضراراً لا رجعة منها».

ودعا إلى «عمل فوري بسرعة ونطاق هائل لجعل التجاوز صغيراً وقصيراً وآمناً قدر الإمكان، وإعادة درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة قبل نهاية القرن».

ويخشى العلماء أن يؤدي تجاوز الحد إلى نقاط تحول مناخية تُطلق أضراراً كارثية، مثل ذوبان الجليد الدائم أو توقف تيارات المحيطات.

فشل في خفض الانبعاثات

ورغم التوسع السريع في نشر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، فإن الدول تفشل بشكل كبير في تحقيق الإجراءات اللازمة لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري.

وكشف تقرير المنظمة في أكتوبر الماضي ارتفاعاً قياسياً في مستويات ثاني أكسيد الكربون خلال 2024، ما يثير مخاوف من ضعف «الأحواض الطبيعية»، مثل الغابات والمحيطات التي تمتص الغاز، ما قد يشكل حلقة مفرغة ترفع درجات الحرارة أسرع.

وساهمت ظاهرة «إل نينيو» الطبيعية في 2023 و2024 في تعزيز الاحترار، لكن النظام المناخي انتقل الآن إلى حالة محايدة/لا نينيا في 2025، مما يخفض درجات الحرارة قليلاً.

وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس سيرفع الاحترار العالمي بـ0.1 درجة مئوية في العقود القادمة.

خسائر هائلة ودعوة للإنذار المبكر

وسجل العام الهيدرولوجي حتى أكتوبر 2024 أكبر خسارة للجليد الجليدي منذ 1950، مع فقدان 450 مليار طن، ما يدفع مستويات البحار للارتفاع، كما أن أزمة المناخ تجعل الطقس المتطرف أكثر شدة وتكراراً، ما يجعل أنظمة الإنذار المبكر متعددة المخاطر أمراً حيوياً لحماية الأرواح.

وأفادت المنظمة بأن عدد الدول التي تمتلك هذه الأنظمة تضاعف من 56 في 2015 إلى 119 في 2024، لكن 40% من الدول لا تزال تفتقر إليها، وهناك حاجة ماسة لتحقيق هدف الأمم المتحدة بتغطية عالمية بحلول 2027.

شاركها.