طوّر الباحث الأدبي إدوارد سعيد مفهوم الاستشراق، الذي عرّفه في كتابه الرائد «الاستشراق» (1978) بأنه «المؤسسة الجامعة للتعامل مع الشرق، التعامل معه من خلال إصدار بيانات عنه، وإقرار وجهات نظر عنه، ووصفه، وتعليمه، والسيطرة عليه: باختصار، الاستشراق أسلوب غربي للسيطرة على الشرق، وإعادة هيكلته». انطلاقًا من قراءة متأنية لأعمال سعيد والاستجابات العلمية والشعبية التي أسفرت عنها، قادنا استكشافنا للاستشراق التقني من خلال الأعمال الفنية القائمة على الذكاء الاصطناعي وتفاعلنا مع المفهوم من خلال مناقشة الذكاء الاصطناعي والأفلام والسياسة والثقافة والإعلام إلى استنتاجات رئيسية. أولًا، أن الاستشراق ليس مجرد إطار تاريخي يُرشدنا إلى التحقيق في التصورات والخطابات الاستعمارية للماضي، بل هو أيضًا مفهوم دائم التغير والتطور وخطاب مهيمن لا يزال وثيق الصلة بالوقت الحاضر. ثانيًا، يستحق الاستشراق التقني كإطار عمل مزيدًا من الاهتمام والدراسة، وخاصةً في مجتمعنا التكنولوجي المتطور اليوم، حيث تتغلغل قوة الخوارزميات في كل جانب من جوانب حياتنا.
من حيث المبدأ، يستخدم مُولِّد الفنون بالذكاء الاصطناعي خوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية العميقة لإنشاء الأعمال الفنية. ويُستخدم عدد كبير من الأعمال الفنية الموجودة مسبقًا لتعليم هذه الخوارزميات كيفية تحديد الأنماط والأساليب التي يمكن استخدامها لإنشاء أعمال فنية جديدة، يجمع الذكاء الاصطناعي جميع الصور واللوحات والأعمال الفنية المتاحة من قاعدة بيانات، ثم يُنشئ عملًا جديدًا بناءً على طلب المستخدم. لذلك، يجمع الذكاء الاصطناعي جميع الصور التي نراها من الإنترنت، بالإضافة إلى معلومات حول كل دولة، ثم يدمجها معًا.
أخبار ذات صلة
قام فريق بحثي باكتشاف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والاستشراق. استخدموا الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور لدول «شرقية»، ودول «غربية»، بهدف مقارنة الاختلافات بينهما. والنتيجة هي سلسلة من الصور المُولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وانتهى الأمر بمولد الذكاء الاصطناعي إلى إنتاج صور تُظهر بوضوح كيف أن المولدات نفسها متحيزة ونمطية.
على سبيل المثال صوّر الذكاء الاصطناعي الرجل العربي بأنف حاد معقوف، وشارب كث، مع نظرات حادة وشريرة! وهي صورة قريبة جداً من صورته في الأدب الكلاسيكي.