شهدت مناطق جنوب الصين وتايوان والفلبين كارثة طبيعية مدمرة مع وصول إعصار «راغاسا»، أقوى عاصفة تشهدها الأرض هذا العام حتى الآن، الذي تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وأمواج عاتية، مما أدى إلى إجلاء نحو مليوني شخص في مقاطعة غوانغدونغ الصينية وحدها.

17 قتيلاً في تايوان

وفي تايوان، لقي 17 شخصاً مصرعهم، وما زال 17 آخرون في عداد المفقودين بعد انهيار سد طبيعي تشكل نتيجة انهيار أرضي في يوليو الماضي، مما أدى إلى إطلاق 68 مليون طن من المياه التي اجتاحت بلدة غوانغفو.

وأظهرت مقاطع فيديو من مقاطعة هوالين الشرقية تدفق المياه عبر الشوارع، إذ جرفت السيارات وغمرت الطوابق السفلية للمنازل، مما أجبر السكان على اللجوء إلى الطوابق العليا.

وكانت السلطات قد حذّرت من احتمال فيضان البحيرة المتكونة حديثاً بحلول أكتوبر، لكن الأمطار الغزيرة التي جلبها الإعصار سرعت من الكارثة.

وفي هونغ كونغ، وهي مركز مالي عالمي، تسبب الإعصار في رياح عاتية بلغت سرعتها القصوى 168 كيلومتراً في الساعة، مما أدى إلى سقوط الأشجار وتطاير السقالات وإصابة 90 شخصاً على الأقل، كما لجأ 885 شخصاً إلى ملاجئ مؤقتة.

وفي ماكاو، التي تُعدّ واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم، غمرت المياه الشوارع حتى مستوى الخصر، وتسببت الأمواج العاتية في تحطيم الأبواب الزجاجية لفندق فاخر على شاطئ البحر.

إجلاء أكثر من مليون صيني

أما في الصين، أجلت السلطات في مقاطعة غوانغدونغ 1.89 مليون شخص قبل وصول الإعصار، مع نقل أكثر من 10,000 سفينة إلى مياه أكثر أماناً ووضع 38,000 من رجال الإطفاء في حالة تأهب.

وفي مدينة تشوهاى الساحلية، أُجبر سكان الأبراج السكنية على الإخلاء، إذ لجأ الكثيرون إلى صالات رياضية في المدارس كملاجئ مؤقتة.

وفي الفلبين، التي تضررت بشدة من الإعصار عندما كان بقوة الفئة الخامسة، لقي 7 صيادين مصرعهم بعد انقلاب قاربهم قبالة سواحل لوزون، يوم الإثنين. ويواصل الإعصار مساره نحو البر الرئيسي للصين بقوة تعادل الفئة الثالثة.

تحذيرات الخبراء

وتُعتبر هذه المناطق معتادة على الأعاصير، لكن أزمة المناخ التي يتسبب فيها الإنسان جعلت هذه العواصف أكثر قوة وصعوبة في التنبؤ.

ويحذّر الخبراء من أن التغيرات المناخية تزيد من رطوبة الغلاف الجوي ودرجة حرارة المياه، مما يمنح الأعاصير طاقة إضافية، ومع استمرار موسم الأعاصير، بدأت عاصفة جديدة تُدعى أوبونغ تتشكل في الفلبين، مما ينذر بمزيد من التحديات.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version