يتعرّض معظم اللاعبين في نهاية الموسم الرياضي إلى العديد من الإصابات المتنوعة التي تختلف حدتها من لاعب لآخر. ويظل السؤال هنا: هل هذه الإصابات هي نتاج لإجهاد الموسم أم سوء الإعداد من قبل الإشراف الفني والتأهيلي للفريق؟
ورداً على السؤال يقول طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين لـ«عكاظ»: لا يمكن القول إن سبب معظم الإصابات؛ التي يتعرض لها اللاعبون في نهاية الموسم الرياضي ناتجة عن سوء الإعداد والتأهيل البدني واللياقي، لأنه لو كان كذلك فإن مستوى اللاعبين يتراجع كثيراً منذ بداية الموسم الرياضي، ويصبح الفريق غير قادر على العطاء بالشكل المطلوب، وتكون نتائجه محل انتقاد الجماهير، ولكن من وجهة نظري المتواضعة فإن لكثرة الإصابات في نهاية الموسم ثلاثة مسببات رئيسية وهي:
الإجهاد الكبير الذي يتعرض له اللاعب طوال العام نتيجة كثرة المباريات سواء الداخلية أو الخارجية، وبذلك ومع تعرضه لأي إصابة يصبح مجهداً أكثر، وقد يحتاج إلى فترة تأهيل وإعداد قد تمتد لشهور عديدة.
طبيعة ونوعية الإصابة التي يتعرض لها اللاعب داخل الملعب، فمعروف أن إصابات الملاعب تختلف من حيث قوتها وشدتها وتصل إلى حد الكسور التي تبعد اللاعب عن المشهد الرياضي لفترة طويلة.
بعض المباريات تكون مختلفة ومن العيار الثقيل في طبيعتها وقوتها مثل الديربيات والكلاسيكو، إذ يبذل اللاعبون جهوداً مضاعفة من أجل تحقيق الفوز ورسم الفرحة في قلوب الجماهير، وقد تصادف وتتزامن هذه المباريات في الجولات الأخيرة من الدوري على نهاية الموسم، ما يزيد من فرص تعرض اللاعبين لإصابات مختلفة.
وتابع ضياء: ما يزيد من فرص كثرة الإصابات عند اللاعبين وجود إصابة سابقة في الموقع نفسه، فعند تكرار الإصابة في المكان نفسه يصبح من الصعوبة عودة اللاعب بسرعة إلى الملاعب، فقد يحتاج إلى فترة علاجية أطول ومن ثم التأهيل البدني واللياقي، وهناك إصابات تبعد اللاعبين فترة من الزمن مثل إصابات الأربطة والأوتار، الإصابات العضلية، الكسور، إصابات الرأس، التواء الكاحل، التهاب وتر الرضفة، التواء الركبة، وغيرها مما يصنف كإصابات الملاعب.
وأضاف: لا يستبعد أن تحدث في الملاعب إصابات متعمدة بخشونة وتدخلات بعض اللاعبين، وللأسف تكون هذه الإصابات كارثية عند اللاعبين، خصوصاً عندما يكون الدوري على مشارف الانتهاء وفي المباريات المصيرية الحاسمة للاقتراب من المركز الأول، فرغم وجود التحكيم وقوانين وعقوبات كرة القدم في حماية اللاعبين من التدخلات الخشنة، إلا أن ذلك لم يخفف من معدل الإصابات المتعمدة التي تحدث داخل الملاعب وينال بموجبها اللاعب الكرت الأحمر ويتم طرده، وهذه الأنواع من الإصابات الناتجة عن الخشونة المتعمدة تشكل خطورة على اللاعبين لكونها قد تبعدهم عن كرة القدم والمباريات لفترة طويلة لتلقي العلاج اللازم.
وللوقاية من إصابات الملاعب نصح الدكتور ضياء جميع اللاعبين بضرورة الحرص على الإحماء الجيد قبل بدء المباراة، استعمال وسائل الحماية في الأرجل، الحرص على التدريبات اللياقية، الاهتمام بالراحة الجسدية والالتزام بالتغذية الصحية والحد من مشروبات الكافيين كالقهوة والشاي، والنوم بالساعات المطلوبة وجودته وتجنب السهر، حتى يكون الجسم مستعداً لأداء المباراة بالشكل المطلوب، تجنب الضغوطات النفسية، وفي حال الإصابة في التدريب أو المباراة التوقف فورا وعدم إرهاق موقع الإصابة أكثر.
أخبار ذات صلة