أفصحت وثائق استخباراتية سورية سرّية، أن الصحفي الأمريكي أوستن تايس الذي خُطف في سورية أغسطس 2012، كان محتجزاً في أقبية نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. ونقل تحقيق لشبكة «بي بي سي البريطانية» عن مسؤولين سوريين سابقين قولهم إن تايس احتُجز داخل منشأة تابعة لجهاز أمني في دمشق، رغم أن مسؤولي نظام الأسد نفوا ذلك.

ووفقاً للتحقيق، فقد اختفى تايس قرب دمشق عام 2012، وبعد نحو 7 أسابيع، ظهر في فيديو نُشر على الإنترنت وهو معصوب العينين ومقيد اليدين، وخلفه مجموعة من المسلحين أجبروه على تلاوة بيان مقتضب.

وكان الاعتقاد السائد أنه اختطف من قبل جماعة متطرفة، لكن محللين ومسؤولين أمريكيين رأوا أن المشهد «ربما كان مُدبراً»، خصوصاً أن أي جماعة مسلحة أو تنظيم أو حتى الحكومة لم تعلن مسؤوليتها عن اختفائه، ولم يُسمع عنه أي خبر، ما أثار تكهنات واسعة حول مكانه.

وكشفت الوثائق المعنونة «أوستن تايس»، وهي سرية للغاية، اتصالات من فروع مختلفة للمخابرات السورية حول الرجل، وأظهرت أن تايس احتُجز في مركز بدمشق عام 2012، وأكدت مصادر أن الموقع كان في التحونة.

أخبار ذات صلة

 

وحسب ضابط سابق في المخابرات السورية، فإن الصحفي اختطف في دمشق على يد جماعة شبه عسكرية تُسمى قوات الدفاع الوطني قرب ضاحية داريا، وبقي هناك حتى فبراير 2013.

وقال رجل زار المركز الذي احتُجز فيه بعد معاناته من مشكلات في المعدة، إن الصحفي الأمريكي عومل أفضل من المعتقلين السوريين، لكنه «بدا حزيناً، واختفى الفرح من وجهه». وتحدثت شهادات عدة أن تايس حاول الفرار من السجن عبر نافذة زنزانته، لكن أُعيد اعتقاله وخضع لعدة استجوابات من ضباط المخابرات السورية.

ورغم سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، وإفراغ السجون والمقرّات الأمنية، إلا أنه لم يُعثر على أثر له، رغم أن الرئيس السابق جو بايدن كان قد أعلن بأنه لا يزال يعتقد أن تايس على قيد الحياة، وهو ما أكدته والدته ديبرا تايس، وأن مصدراً موثوقاً أبلغها أن نجلها يتلقى معاملة جيدة.

ووفق تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 100 ألف، بينهم العديد من الصحفيين العرب والأجانب، اختفوا قسراً، خلال فترة حكم نظام الأسد.

شاركها.