|

تتأهب دول في غرب أوروبا لبدء انخفاض درجات الحرارة وتترقب وصول عواصف رعدية من جهة المحيط الأطلسي بعد أيام من القيظ تسببت في وفيات وحرائق غابات وخسائر مادية.

وفي فرنسا، أفادت وزيرة الانتقال البيئي أنييس روناشير اليوم الأربعاء بوفاة شخصين “نتيجة أمراض مرتبطة بالحر”، مضيفة أنه تم نقل أكثر من 300 شخص إلى الرعاية الطارئة من قبل عناصر الإطفاء.

وفي مدريد، قالت خدمات الطوارئ الإسبانية إن شخصين لقيا حتفهما في حريق غابات بإقليم كتالونيا الإسباني أمس، وأضافت أن الحريق جرى احتواؤه إلى حد كبير رغم توقع هبوب المزيد من الرياح والعواصف الرعدية اليوم الأربعاء.

وأوضح رجال الإطفاء أن الحريق اندلع في منطقة زراعية في توريفايتا بعد ظهر أمس الثلاثاء، مما أدى إلى إلحاق ضرر بعدد من المزارع ومنطقة تمتد لنحو 40 كيلومترا، وأكدوا عدم وقوع إصابات أخرى.

واندلع حريق في إقليم لاردة، مما أدى إلى اندلاع دخان كثيف فوق المنطقة الريفية، وأرسلت السلطات تحذيرات إلى السكان عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة أمرت 14 ألف شخص بالبقاء في المنازل، وتم إلغاء هذا الأمر في وقت متأخر من أمس الثلاثاء.

وأتت النيران على 6500 هكتار، قبل أن يقوم رجال الإطفاء بتحديد محيط الحريق والإعلان عن السيطرة عليه.

ونشب الحريق في ظل موجة حر أوروبية أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في مناطق واسعة بالقارة، حيث سجلت إسبانيا والبرتغال درجات حرارة قياسية بالنسبة ليونيو/حزيران الماضي.

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة والعواصف والرياح العاتية في معظم أنحاء شبه جزيرة إيبيريا اليوم.

وفي تركيا، أعلنت السلطات التركية مساء أمس أن حرائق الغابات التي اندلعت الأسبوع قرب إزمير (غرب) وهاتاي (جنوب) باتت “تحت السيطرة إلى حد كبير” على رغم تحذيرها من مخاطر الرياح الجافة والحارة.

يونيو/حزيران الماضي يعد من أكثر شهور الصيف حرا في أوروبا منذ عقود (رويترز)

توقعات

وبعد أن بلغت درجات الحرارة في باريس 40 درجة مئوية أمس توقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن تتراجع إلى 28 درجة غدا الخميس.

وأشارت الهيئة إلى أن “آخر تقديراتنا تؤكد وصول منخفض بارد من الغرب اليوم سيكون تأثيره سريعا على شمال غرب البلاد”، كما توقعت هبوب عواصف رعدية شديدة في وقت متأخر اليوم وغدا الخميس في شرق البلاد عند الحدود مع ألمانيا.

وأكدت هيئة الأرصاد الفرنسية أن يوم 30 يونيو/حزيران الماضي كان الأكثر حرا في الشهر المذكور منذ بدء السجلات في العام 1947، في حين كان المعدل القياسي السابق يعود إلى 2019.

وسجلت فرنسا يوم الثاني من يونيو/حزيران الماضي الأكثر حرا هذا العام بعد ذلك الذي شهدته في 2003، وذلك منذ بدء تسجيل البيانات عام 1900، بحسب ما أفادت وزارة الانتقال البيئي اليوم، كما سجلت مستويات قياسية مماثلة أمس في البرتغال وهولندا.

في المقابل، توقعت هيئة الأرصاد الألمانية تسجيل حرارة قصوى اليوم تبلغ 40 درجة في فرانكفورت، وهي بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد، على أن تتدنى إلى 27 درجة غدا الخميس.

في المقابل، يرجح أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة في إسبانيا وإيطاليا خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن تبدأ الانخفاض في نهاية الأسبوع.

وأشار المركز الأوروبي للتوقعات المناخية المتوسطة الأمد إلى أنه “في ما يتعلق بالقارة ككل يتوقع أن يكون الشهر الماضي ضمن أشهر يونيو/حزيران الخمسة الأعلى حرارة” في السجلات.

وأسفرت موجات سابقة في أوروبا عن مقتل آلاف الأشخاص، مما دفع السلطات المحلية إلى إصدار تحذيرات -خصوصا لصغار السن والمسنين والفئات الضعيفة- من الحر الشديد الذي وصفته الأمم المتحدة بـ”القاتل الصامت”.

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى أنه “نتيجة للتغير المناخي الناجم عن النشاط البشري أصبحت درجات الحرارة القصوى أكثر تواترا وشدة، وهذا أمر علينا أن نتعلم التعايش معه”.

من جانبها، حذرت شركة “أليانز تريد” أمس الثلاثاء من أن الاقتصاد الأوروبي قد يفقد 0.5% من نموه هذا العام بسبب موجات الحر الأخيرة.

شاركها.
Exit mobile version