يحلّق الآن في الآفــاق
نصاً لقصة عشق تقف
على الباب الطارف للقرية
المفترض، أن ذلك يحدث الآن
على حين غرة من الحارس الليلي
المفترض، أن موعداً رمادياً
يشق طريقه نحو الوجود
وسراً لا تعلمه سوى النجوم
يتساقط على رؤوس الأمهات
المفترض، أن ذلك يحدث الآن
على مرأى ومسمع الأحزان
المفترض، أن الكلام يجري
دون أن يستقر في الاحضان
عفواً، يجب ألا يحدث هذا الآن.
ازدحــام مفـرط
بالأمس تأنّقت،
أضفت على المعتاد
تفاصيلَ لم أعهدها
ارتديت ساعة لا تعمل
حشرت البُنصر بخاتمٍ
اشتريته قبل ثلاثة أعوام
أغلقت الزر العلوي بإحكامٍ
وختمت الأمر بربطة الحذاء الضيق
وبكل هوادة ووقـار،
مضيتُ كي أراني في المرآة
فلم أرَ غير جسد مكبل بالقيود
له عينان جاحظتان
ووجنتان تورمتا بلا سبب
كما لو أنهما علمتا سراً بشروط اللعبة
بعدها بدقائق صرخت:
يا الله.. لماذا علينا أن نختنق؟!
حيث لا مكـان ولا متسع
كنت أظن أن الزمن يركض في البراري
وليس في أعماق الروح
وكنت أظن أن الطفل الساكن
في أعماقها يتلاشى مع تقادم العمر
مكتفياً بجميل الأيام التي عاش
لكن ظنوني -كل ظنوني- خابت
كبقية ما راهنت عليه
مرة أخرى أكتشف كم هي ذاكرتي
مليئة بالتساؤلات وفيزياء الوقت
وصور الأيام والسحاب الذي
لطالما تشكّل في سماواتي
وجوهاً وأحداثاً وخيبات للأمل،
السحاب الذي كل ما ظننت أن
أيامه ستمطر من خلال رسوماته المختلفة،
تهب عليه الريح عاصفة لتمحو ما كتب
لم يعد في اللغة متسعاً للتوسل
ولا مكاناً للتكهنات كما كانت هي البدايات
حيث الروح المحملة باعتقاداتها
وتوقعاتها وحتى بالطفل الذي كانت
تظن أنه لا يموت، أعياها ترف اللحظات
الذي بدا كفخ يستحيـل أن يتحول لشيء آخر