قال القائم بأعمال وزير خارجية أفغانستان أمير خان متقي إن بلاده لا ترغب في أي توتر بالمنطقة، وتفضل أن تحل الخلافات عبر الحوار، مطالبا في موضوع آخر برفع العقوبات الظالمة عن بلاده بشكل كامل.
وجاء حديث متقي -في لقاء خاص مع الجزيرة- تعقيبا على التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، معربا عن أمله بألا تندلع أي أزمات جديدة في المنطقة.
وأكد أن موقف كابل هو دعم الأمن والاستقرار، لافتا إلى أن أفغانستان لديها علاقات تجارية مع كل من باكستان والهند.
وفي 30 أبريل/نيسان 2025، قال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار إن لدى بلاده معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن الهند تنوي شن ضربة عسكرية على باكستان خلال الـ24 إلى الـ36 ساعة المقبلة، وذلك في أحدث نذر الحرب بين الجارتين النوويتين، والتي تتكشف بشكل متسارع.
وشدد متقي على أن الموقع الجغرافي والظروف السياسية لأفغانستان يفرضان اتباع سياسة متوازنة، مشيرا إلى أنها السياسة التي تعتمدها كابل وتسعى من خلالها إلى إقامة علاقات إيجابية مع جميع الدول.
ووجّه القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن بلاده “لن تكون بعد اليوم ساحة للصراعات أو التنافس السلبي بين القوى الكبرى أو الدول الإقليمية”.
وأضاف “إذا وجد تنافس فنحن نريده أن يكون تنافسا إيجابيا في مجالات الاقتصاد والتجارة ونقل الترانزيت والتكنولوجيا والحوار”، مؤكدا استعداد بلاده للتعاون في جميع هذه المجالات.
وأكد متقي أن سياسة أفغانستان ليست قائمة على أساس الإضرار بأي طرف، بل تقوم على الحياد والتوازن، مشيرا إلى أن “العقوبات الظالمة على بلاده غير مبررة”، مطالبا في الوقت ذاته برفعها بشكل كامل.
العلاقات مع واشنطن وموسكو
أما بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، فقال القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني إن حركة طالبان وقعت مع واشنطن اتفاقا بالدوحة في 29 فبراير/شباط 2020، وجرى تنفيذ بعض البنود، مثل مغادرة القوات الأجنبية أفغانستان وضمان ألا تستخدم الأراضي الأفغانية لتهديد دول الجوار.
في المقابل، لم يتم تنفيذ بعض بنود الاتفاق، مثل إزالة مسؤولي طالبان من القائمة السوداء، معتبرا زيارة الوفد الأميركي إلى كابل “بداية فصل جديد من العلاقات”.
وأعرب متقي عن أمله في توسع العلاقات وتقدمها مع الولايات المتحدة، لكنه ربط ذلك بمدى استعداد واشنطن للمضي قدما واتخاذ خطوات عملية.
وخلص إلى رغبة أفغانستان في بناء علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة رغم التباين في مواقف البلدين، خاصة القضية الفلسطينية، مؤكدا ضرورة ألا ينعكس هذا التباين سلبا على العلاقات الثنائية.
بدوره، أعلن متقي تقدير بلاده للخطوة التي اتخذتها روسيا برفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، ووصفها بالقرار الصائب والإيجابي والمهم في توقيته ومضمونه.
وكذلك، أشاد الوزير الأفغاني بالعلاقات والشراكة مع دولة قطر ووصفها بالمتميزة، منبها إلى استضافة الدوحة مكتب طالبان السياسي وكذلك احتضانها المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة.
وقال إن دور قطر ودعمها لأفغانستان إيجابي وبناء، مؤكدا أن العلاقات بين كابل والدوحة تدخل مرحلة جديدة تتسم بفرص متعددة للتعاون والعمل المشترك.
ونبه إجمالا إلى بناء بلاده علاقات سياسية واقتصادية مع دول الجوار، لافتا إلى اعتراف عدد من الدول بسفراء أفغانستان.
الوضع الداخلي
محليا، أشار متقي إلى أن أفغانستان على مشارف العام الرابع من حكم طالبان، مستحضرا ما قال إنه استقرار أمني تشهده البلاد وانخراط في الحياة السياسية.
ووفق الوزير، فإن الحكومة أعلنت عفوا عاما في البلاد من أجل أن يعيش الجميع سواسية من دون أي تمييز أو قبائلي أو مناطقي.
وأضاف أنه “لا وجود لأي معارضة باسم أحزاب أو تنظيمات داخل أفغانستان”، مرحبا بعودة الجميع إلى البلاد.
وبشأن أبرز التحديات، قال متقي إن أفغانستان شهدت حربا استمرت 45 عاما ونتج عنها دمار واسع، إلى جانب زيادة عدد السكان مع عودة الأمن، لذلك تزايدت متطلبات البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة وغيرها.
وأكد أن تلبية هذه المتطلبات يحتاج وقتا وإمكانيات كبيرة، كاشفا أن الحكومة بدأت في معالجتها، وأعرب عن أمله في النجاح بذلك.
30/4/2025–|آخر تحديث: 30/4/202508:53 م (توقيت مكة)