أحيا فنان العرب محمد عبده ليلة طربية استثنائية ضمن فعاليات موسم الرياض، حيث فاجأ جمهوره بالكشف عن أغنية مكبّلة جديدة بعنوان «أعلى الجمال»، من كلمات الشاعر السوداني إدريس جماع، وذلك رداً على سؤال صحيفة عكاظ خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق صعوده إلى المسرح بدقائق، حيث وجهت له «عكاظ» سؤال: «جمهورك يتوق لسماع عمل مكبّل جديد يحمل بصمتك الفنية ويبقى خالداً مثل أعمالك السابقة. هل لديك مشروع أغنية من هذا النوع في المستقبل القريب»؟، ليؤكد أن هذه الأغنية هي إجابته الفعلية لجمهوره العاشق للأعمال الطربية الأصيلة.
وأعرب محمد عبده عن امتنانه الكبير للدعم الذي يجده الفن والفنانون في المملكة، موجهاً شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، ولرئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، على دورهم في تعزيز الحراك الفني والثقافي وازدهار المشهد الفني السعودي.
وفي لحظة وفاء مؤثرة، قدّم محمد عبده رائعته «الأماكن» إهداءً لروح الموسيقار الراحل ناصر الصالح، وسط تفاعل جماهيري واسع، حيث عاش الحضور لحظة مميزة تجسّد تقديره لمسيرة أحد أبرز الملحنين السعوديين. كما استضاف على المسرح الفنانة اللبنانية عبير نعمة، التي قدّمت أغنية من ألحان عبدالرحمن محمد عبده، في خطوة تعكس دعمه للمواهب الموسيقية الشابة.
مفاجآت الحفل.. دويتوهات استثنائية وميدلي للأصوات الصاعدة
تميّز الحفل بمفاجآت عديدة، كان أبرزها مشاركة الفنان اللبناني وائل كفوري في أداء دويتو رائع لأغنية «أبعاد» مع فنان العرب، إضافةً إلى مشاركة الفنان رابح صقر الذي قدّم معه «تعذبني» وسط تفاعل جماهيري كبير.
كما احتفى فنان العرب بالمواهب السعودية الشابة، حيث قدّم ميدلي خاصاً جمع عدداً من الأصوات الصاعدة، من بينهم سلطان الخليفة، دحوم الطلاسي، رحاب الشمراني، ناصر نايف، زينة عماد، وهدى الفهد، في خطوة تعكس حرصه على دعم الجيل الجديد من الفنانين.
وفي مفاجأة أخرى، قدّم محمد عبده دويتو غنائياً مع الفنانة العالمية سونيا، ليضيف بعداً عالمياً للحفل ويقدّم تجربة فريدة لجمهوره.
أبرز الأغاني.. إحياء الكلاسيكيات
كعادته، لم يغب عن محمد عبده تقديم أغنيته الشهيرة «ما أرق الرياض»، التي ارتبطت بحفلاته في العاصمة، مشدداً على أن اختياراته دائماً تتماشى مع ذائقة جمهوره في كل مدينة يحيي فيها حفلاته. كما قدّم خلال الحفل رائعته «المعازيم»، التي أطلقها في منتصف الثمانينات من كلمات الشاعر فائق عبدالجليل وألحان عدنان خوج، إضافةً إلى أغنيته الخالدة «اختلفنا»، من كلمات الأمير الشاعر نواف بن فيصل وألحان محمد عبده، والتي لا تزال تحظى بتفاعل واسع في حفلاته.
أجواء مميزة ودعابة «أبو نورة» المعتادة
لم تخلُ الليلة من روح الدعابة التي يتميّز بها محمد عبده، حيث أضفى أجواءً من البهجة والفكاهة على المسرح، ما زاد من تفاعل الجمهور معه.
وقدّمت الحفل الإعلامية المتألقة سارة دندراوي، التي حظيت بإشادة خاصة من فنان العرب، حيث لقّبها بـ «المزهزه»، في إشارة إلى حضورها المميز وتفاعلها على المسرح.
ليلة لا تُنسى في موسم الرياض
ليلة فنان العرب والنجوم لم تكن مجرد حفل غنائي، بل كانت أمسية استثنائية جمعت بين الطرب الأصيل، والتكريم، والمفاجآت، ليؤكد محمد عبده مجدداً مكانته كأحد أهم رموز الفن العربي، وأيقونة لا تتكرر في تاريخ الموسيقى.