يرى باحث إسرائيلي أن إيران لا تجد أن الوقت مناسب للتدخل المباشر في الحرب الجارية بين جيش الاحتلال وحزب الله في لبنان.
وفي تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، قال راز تسيمت، الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي، إن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله يأتي في وقت غير مناسب لطهران التي لا ترى سببا مقنعا للتدخل المباشر للتصدي لهجمات إسرائيل، لأنها تعتقد أن الحزب لا يزال قادرا على الصمود والمواجهة بمفرده.
غير أنه أكد أن القيادة الإيرانية ستتخذ قرارا بالتدخل المباشر في حال رأت أن القدرات الإستراتيجية لحليفها تتعرض للتدمير، على الرغم من قناعتها الحالية بأن إسرائيل غير قادرة على هزيمة حزب الله كليا، حتى في ظل تراجع قدراته العسكرية.
وشرح الباحث الإسرائيلي الظروف التي تواجهها طهران في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقال إن المرحلة الجديدة من المواجهة بين إسرائيل وحزب الله تأتي لإيران في وقت غير مناسب.
وأضاف أن الحكومة الإيرانية تركز حاليا على هجوم دبلوماسي يقوده الرئيس مسعود بزشكيان لتعزيز ترتيب سياسي محتمل مع الولايات المتحدة بشأن القضية النووية.
وقد وصل الرئيس الإيراني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع برفقة مستشاريه، وعلى رأسهم وزير الخارجية عباس عراقجي الذي كان عضوا في فريق التفاوض النووي.
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن آخر ما تريده إيران في خضم الحملة الدبلوماسية الحالية هو الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، وأكثر من ذلك مع الولايات المتحدة.
قيود إيرانية
وأشار الباحث الإسرائيلي إلى القيود والاعتبارات التي توجه السياسة الإيرانية التي قال إنها لم تتغير بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب في غزة، كانت طهران تسعى للوصول إلى وقف لإطلاق النار يحافظ على قدرات حماس في غزة ويصون القوة العسكرية لحزب الله في لبنان. ومع استمرار الصراع، يبدو أن الإستراتيجية الإيرانية ترتكز على إنهاك إسرائيل عبر حرب متعددة الجبهات دون الحاجة إلى دفع ثمن باهظ من خلال التدخل المباشر.
وقال أيضا إن إيران تدرك أن أي تورط مباشر في القتال سيؤدي إلى نتائج عكسية، حيث إن إسرائيل تحاول بالفعل جر إيران إلى مواجهة شاملة عبر استدراجها إلى ساحة المعركة.
وأشار الباحث إلى أن طهران تحرص على عدم الوقوع في الفخ الذي تسعى إسرائيل إلى نصبه من خلال تصعيد الوضع في غزة والشمال.
وتحدث عن الردود الإيرانية على الهجوم الإسرائيلي على لبنان والتي تؤكد ما ذهب إليه، مشيرا إلى تصريحات الرئيس الإيراني التي أدانت الهجوم بشدة وطالبت المجتمع الدولي بوضع حد للهجمات الإسرائيلية، ولكنها في نفس الوقت تجنبت التهديد بالتدخل في الحرب.
واعتبر الباحث أن حربا كهذه من شأنها أن تستنزف إسرائيل عسكريا ومدنيا، ولن تسمح لها بتحقيق أهدافها، سواء تجاه قطاع غزة أو الجبهة الشمالية.
إعادة تقييم الموقف
ويضيف الباحث الإسرائيلي أن إيران قد تلجأ إلى الضغط على إسرائيل من خلال استخدام القوات المسلحة الذي تدعمها في العراق وسوريا واليمن لتعزيز الجبهات المتعددة ضد إسرائيل، وذلك دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.
ولكنه يرى أن إيران قد تضطر لتغيير موقفها في حال رأت استمرار تدهور قدرات حزب الله.
وفي المقابل، يطرح الباحث فرضية أخرى تقول إنه إذا تصاعد الصراع ليصل إلى حرب شاملة تشمل البنية التحتية الوطنية في لبنان، فإنه من المرجح أن يزيد الضغط الدولي والمحلي لفرض وقف إطلاق النار على الجانبين. وفي مثل هذا السيناريو، من المحتمل أن تتجنب إيران التدخل العسكري المباشر قبل الوصول إلى هذا المستوى من التصعيد.