18/4/2025–|آخر تحديث: 18/4/202512:29 ص (توقيت مكة)
قتل شخصان وأصيب ما لا يقل عن 40 شخصا بجروح جراء ضربات روسية استهدفت ليل الخميس للجمعة خاركيف وسومي (شمال شرق أوكرانيا)، في حين لمحت واشنطن بأنها ستتخلى
عن محاولة التوسط لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا إلا إذا ظهرت إشارات واضحة على إمكانية تحقيق ذلك.
وفي أحدث تطور ميداني، أفاد رئيس البلدية في خاركيف أيغور تيريخوف -عبر منصة تليغرام– بمقتل شخص وإصابة 40 بجروح وفق حصيلة موقتة.
وأوضح تيريخوف أن القصف تم بواسطة “صاروخ باليستي بذخائر عنقودية، مما يفسر مساحة المنطقة المتضررة الواسعة جدا” مشيرا إلى إصابة أكثر من 20 مبنى سكنيا.
وقال الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف إن هذا الهجوم استهدف “منطقة مكتظة بالسكان في خاركيف”.
وفي سومي قرب الحدود الروسية، أسفر هجوم بمسيرات عن وقوع قتيل وجريح، بحسب ما أوردت الإدارة العسكرية المحلية عبر تليغرام، قائلة إن المسيرات إيرانية الصنع من طراز “شاهد”.
هجمات أوكرانية
في السياق ذاته، قال أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون الواقعة جنوب أوكرانيا إن عاملي طرق قتلا جراء هجوم روسي بمسيرة أمس.
وأضاف بروكودين أن المسيرة هاجمتهما بينما كانا يعملان بالقرب من قرية ستيكي الواقعة شمال شرق البلدة الرئيسية بالمنطقة، والتي تحمل هي الأخرى اسم خيرسون.
واحتلت القوات الروسية منطقة خيرسون في الأسابيع الأولى من الحرب التي بدأت في فبراير/شباط 2022، لكن أوكرانيا استعادت أجزاء واسعة من الأراضي في وقت لاحق من العام.
وفي المقابل، قال حاكم منطقة روستوف الروسية يوري سليوسار إن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت عدة طائرات أوكرانية بدون طيار، مضيفا في منشور على منصة تليغرام أنه وفقا للمعلومات الأولية لم تقع إصابات أو أضرار على الأرض.
وتشهد المدن الأوكرانية ضربات روسية شبه يومية رغم محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حمل الطرفين على بدء مفاوضات لوضع حد للحرب المستمرة منذ بدء الحرب قبل أكثر من 3 سنوات.
وقد أسفرت ضربة صاروخية روسية الأحد الماضي على سومي عن مقتل 35 شخصا، مثيرة تنديدا غربيا.
محادثات باريس
يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الجمعة إن الرئيس ترامب سيتخلى عن محاولة التوسط لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام
إلا إذا ظهرت إشارات واضحة على إمكانية تحقيق ذلك.
وأضاف روبيو من باريس بعد اجتماع مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين “لن نستمر في تلك المحاولة لأسابيع وأشهر دون توقف. لذلك نحتاج إلى أن نحدد بسرعة كبيرة حاليا، وأنا أعني في غضون
أيام، ما إذا كان الأمر قابلا للتحقيق في الأسابيع القليلة المقبلة”.
وأشار إلى أن ترامب كرس الكثير من الوقت والجهد لهذا الأمر المهم، لكن هناك الكثير من الأمور الأخرى بالغة الأهمية التي تستحق ذات الاهتمام، إن لم يكن أكثر.
وكان سلسلة اجتماعات أولية عقدت أمس في باريس شارك فيها أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون قبل اجتماع جديد في لندن، بينما تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار التي بادرت إليها واشنطن ويريد الأوروبيون فرض موقفهم فيها.
وقال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إن الجديد هو أن الولايات المتحدة وأوكرانيا والأوروبيين اجتمعوا اليوم في باريس حول طاولة واحدة للبحث في سبل تحقيق “سلام عادل ودائم” في حين يخشى الأوروبيون منذ أسابيع تهميشهم في المفاوضات.
وأكد بارو في ختام يوم من المفاوضات المكثفة أن “هذه المباحثات المفتوحة والصريحة جدا أتاحت تحفيز تفكير الأوروبيين والأوكرانيين والأميركيين الذين اتفقوا على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن لمواصلة المباحثات” بهدف وقف إطلاق النار “الذي نأمل بأن توافق عليه روسيا”.
ورحبت الرئاسة الفرنسية بـ”التبادل الممتاز” بشأن ملف أوكرانيا والذي “سمح بالاتفاق” على هدف تحقيق “سلام متين” بين كييف وموسكو بعد أكثر من 3 سنوات من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورأى قصر الإليزيه أن وقف النار يجب أن “يستند إلى الوضع كما هو” على أن تؤخَذ في الاعتبار الأراضي الأوكرانية “التي تحتلها روسيا”.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كتب في تغريدة “جئنا إلى باريس بهدف واحد: إيجاد حلول ملموسة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ووقف حمام الدم العبثي”.
ومن كييف، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الموجود في باريس مع روبيو بـ”تبني الإستراتيجية الروسية”.
وبينما كان مساعده أندري يرماك ووزيران حاضرين بالعاصمة الفرنسية، دعا الرئيس الأوكراني إلى “الضغط” على الكرملين من أجل “إنهاء الحرب وضمان سلام دائم”.
وقد نددت موسكو -على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف- برغبة الأوروبيين في “مواصلة الحرب”. واتهم مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “العديد من الدول” بمحاولة “تعطيل” الحوار الثنائي المتجدد بين موسكو وواشنطن.
وإضافة إلى الأميركيين، شارك أيضا وفد أوكراني ضم وزير الخارجية أندري سيبيغا ومستشارين أمنيين بريطانيين وألمانيين، في اجتماعات عدة في باريس.
وقد تحدث الرئيس إيمانويل ماكرون مع زيلينسكي بعد الاجتماعات.
كما أجرى روبيو اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف أمس لإبلاغه بفحوى مناقشات باريس، مؤكدا أن “السلام ممكن” إذا أبدى كل الأطراف التزاما بالتوصل إلى اتفاق.