14/5/2025–|آخر تحديث: 13:30 (توقيت مكة)
عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعا مع الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الأربعاء في الرياض، في لقاء هو الأول من نوعه بين رئيسين أميركي وسوري منذ 25 عاما.
وأكد مراسل الجزيرة أن الرئيس الأميركي التقى الرئيس السوري على هامش القمة الخليجية الأميركية المنعقدة بالعاصمة السعودية.
وحضر اللقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك عبر تقنية الفيديو، كما حضره أيضا وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو ونظيره السوري أسعد الشيباني.
وقال الرئيس الأميركي -في كلمة خلال انعقاد القمة الخليجية الأميركية- إن “الولايات المتحدة تبحث تطبيع العلاقات مع سوريا بعد اللقاء بالشرع”، مشددا على أن قراره برفع العقوبات عن سوريا كان لمنح البلاد فرصة جديدة.
“لقاء تاريخي”
وفي بيان، وصفت وزارة الخارجية السورية اللقاء الذي جمع ترامب والشرع بـ”التاريخي”، قائلة إنه تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية رفع العقوبات عن سوريا ودعم مسار التعافي وإعادة الإعمار.
وأضافت أن ولي العهد السعودي شدد على ضرورة رفع العقوبات لتحقيق الاستقرار في المنطقة، في حين أكد ترامب التزام بلاده بالوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية.
ونوهت إلى أن الشرع عبر عن امتنانه للدعم الإقليمي والدولي، مشددا على مضي سوريا بثقة نحو المستقبل، وتابعت أن اللقاء بحث سبل الشراكة السورية الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب بما في ذلك تنظيم الدولة.
ولفتت إلى أنه من المقرر أن يتبع هذا اللقاء اجتماع بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأميركي.
وعلق وزير الخارجية السوري على اللقاء الذي جمع بين ترامب والشرع قائلا “نشارك هذا الإنجاز مع الشعب السوري الذي ضحى لإعادة سوريا إلى مكانتها”، مؤكدا أن العمل بدأ “نحو سوريا العظيمة”.
كما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن اللقاء الذي جمع ترامب والشرع وولي العهد السعودي والرئيس التركي تضمن ضرورة دعم سوريا، وذلك في المؤتمر الصحفي في ختام القمة الخليجية الأميركية.
دعم تركي
من جانبها، أكدت الرئاسة التركية أن أردوغان حضر اجتماعا عبر الإنترنت مع زعماء الولايات المتحدة والسعودية وسوريا، وأكد الرغبة في أن تكون سوريا دولة مستقرة تعمل مع دول المنطقة ولا تشكل تهديدا لجيرانها.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد أن قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا سيكون مثالا لدول أخرى فرضت عقوبات على دمشق.
كذلك ذكرت وكالة الأناضول أن أردوغان أكد في الاجتماع الرباعي مع نظيريه الأميركي والسوري وولي العهد السعودي أن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا يحظى بأهمية تاريخية.
وأضافت أن الرئيس التركي أكد في الاجتماع الرباعي مواصلة تركيا دعم دمشق “في حربها ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة”، وفق الأناضول.
مطالب أميركية
من جانبه، قال البيت الأبيض إن ترامب طلب من الشرع مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضاف البيت الأبيض أن ترامب دعا الشرع إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وإلى ترحيل من وصفهم “بالإرهابيين الفلسطينيين”، بحسب المصدر السابق.
وأبلغ الرئيس السوري نظيره الأميركي بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، وفق البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب أخبر الشرع أن لديه فرصة عظيمة لإنجاز شيء تاريخي في بلاده، كما حثه “على تحمل مسؤولية مراكز احتجاز تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا”.
خطة الشرع
وكانت وكالة رويترز نقلت الاثنين عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الشرع يريد صفقة تجارية لبلاده تشمل بناء برج يحمل اسم الرئيس الأميركي في دمشق.
وقالت المصادر إن الصفقة تشمل أيضا منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز في سوريا، وتهدئة التوترات مع إسرائيل، والتعاون ضد إيران.
يأتي ذلك بعد أن أعلن ترامب رفع العقوبات المفروضة على دمشق خلال خطابه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي أمس الثلاثاء، بخطوة لاقت ترحيبا من الحكومة السورية ودول عربية، واعتبرت تغييرا كبيرا في السياسة الأميركية.
وكان البيت الأبيض أكد في وقت سابق اليوم أن ترامب سيعقد لقاء مع الشرع قبيل انعقاد القمة الخليجية الأميركية.
يذكر أن آخر لقاء انعقد بين رئيسين أميركي وسوري كان قبل ربع قرن في جنيف، حينما التقى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 2000.