قال أرسطو: كل الفضائل تؤخذ باعتدال، إلا العدالة. لا يمكن أن يكون لديك الكثير من العدالة، ولا القليل منها.
الوسطية والاعتدال هما مبدآن فلسفيان شائعان يظهران في العديد من المذاهب، لكن لماذا يبدو الطريق الوسطي صحيحًا؟
أحد التفسيرات العلمية المحتملة هو أننا تطورنا وتكيّفنا مع مجموعة من الظروف، وأن توزيع هذه السمات المتطورة يتمحور حول مجموعة الظروف الوسطية.
على سبيل المثال، يحتاج بعض الناس (الذين يعانون من زيادة الوزن) إلى تناول كميات قليلة جدًا من الطعام، ويحتاج البعض الآخر (المصابون بالهزال) إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، بينما يحتاج أغلبنا إلى تناول كمية متوسطة من الطعام.
وبما أن المعايير تُحدد بما هو جيد لأغلبية الناس على الأقل، وعادةً ما يتمحور هذا العدد حول المتوسط، فإن مجموعة الظروف الوسطية هي الأفضل للأغلبية.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإننا نعيش في كون كسول، إذ يميل إلى موازنة جميع طفرات الطاقة الزائدة وخفضها إلى حالة توازن.
ولأننا جميعًا جزء من الكون، فإن «الاعتدال» يأتي فطريًا، كحالة توازن جسدي.
وكما هو الحال في «تأثير جولديلوكس»، يميل الإنسان للوسط، ينجذب الأطفال بطبيعتهم إلى تجربة الألعاب التي لا تتسم بالبساطة ولا بالتعقيد. ويعرف المسوقون أيضًا مفهوم «الوسطية»: فعندما يُعرض على المتسوق منتجٌ بأسعار منخفضة ومتوسطة وعالية، يختار عادةً الخيار الوسط.
و«جولديلوكس» هي الفتاة بطلة قصة الدببة الثلاثة، قصة الأطفال الشهيرة فحين تتناول جولديلوكس طبق العصية الأول تجده ساخنًا جدًا فتتركه، وتجرب الثاني لتجده باردًا جدًا، ثم تجد الطبق الثالث في درجة حرارة مناسبة فتلتهمه كاملًا.
هذه الخيارات الثلاثة موجودة حولنا باستمرار، مثلًا في نتفليكس هناك ثلاث خطط دفع أوسطها هو المناسب لأغلبنا من حيث جودة الفيديو وعدد الأجهزة، أما الأول فهو زائد عن حاجتنا والثالث رديء، وتتذكرون الآن أغلب الاشتراكات ذات الباقة الذهبية والفضية والبرونزية، التي يشترك أغلبنا في الفضية لأنها تفي بالغرض. هذه طبيعة الكون وطبيعتنا إلا من كان منا متطرفًا.
أخبار ذات صلة