قصفت المدفعية والدبابات الإسرائيلية بلدات الخيام وكفركلا والوزاني فيما يبدو أنها بداية اجتياح بري لـجنوب لبنان، في الوقت الذي قرر جيش الإسرائيلي فيه إقامة منطقة عسكرية مغلقة شمالي إسرائيل.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن قصفا مكثفا من مدفعية الجيش من منطقة المطلة نحو الخيام جنوبي لبنان.
وقال مراسل الجزيرة إن إسرائيل قصفت بالمدفعية والدبابات بلدات الخيام وكفركلا والوزاني والعديسة في منطقة الجنوب.
ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل نشرت 5 ألوية على الحدود، لكن لا يتوقع أن تتحرك جميعها.
وأضاف المسؤول الرفيع أن إسرائيل بدأت بالفعل عمليات استطلاع ونشر مهندسين لتنفيذ مهام مثل اختراق الحواجز، مشيرا إلى أن العملية الإسرائيلية بلبنان قد تبدأ الليلة وتستمر أياما لا أسابيع ضمن نطاق محدود.
ودعا الجيش الإسرائيلي سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى إخلائها فورا، مؤكدا أنه سيضرب بقوة في هذه المناطق.
وقالت مراسلة الجزيرة إن الجيش الإسرائيلي قصف بالقذائف الحارقة محيط بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان.
من جانب آخر، قال مصدر أمني لبناني للجزيرة إن الجيش اللبناني أعاد انتشاره في نقاط حدودية نتيجة للتهديدات الإسرائيلية.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم “نستعد لغزو بري وشيك يركز على القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان”.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن “الهدف من التوغل البري هو تطهير الحدود والسماح بعودة عشرات آلاف السكان”.
منطقة عسكرية مغلقة
ورسميا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر إقامة منطقة عسكرية مغلقة في المطلة ومسغاف عام وكفر جلعادي شمالي إسرائيل.
وقال جيش الاحتلال “نعزز الدفاع على خط التماس ونستعد للمراحل المقبلة من القتال”.
وأضاف أن قوات اللواء 188 أجرت تدريبات قرب الحدود الشمالية لرفع الاستعداد وحماية البلدات في الشمال.
ومن جانبها ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الإعلان عن بلدة المطلة ومحيطها منطقة عسكرية مغلقة في ما يبدو تمهيد لبدء عملية برية من الحرب بلبنان.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن الدخول البري إلى لبنان على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الأمني المنعقدة الآن.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول أميركي اليوم الاثنين قوله إن إسرائيل أبلغت بلاده بأنها تخطط لشن عملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبا.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الحملة التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها الأخيرة ضد حزب الله عام 2006، وستركز على “تطهير” البنية التحتية لحزب الله لإزالة أي تهديد على الحدود الشمالية.
وأشار إلى أن خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة متوافقة مع الولايات المتحدة، وأن الطرفين تفاهما على عدم تكرار ما حدث بغزة في لبنان.
ونوه المسؤول الأميركي إلى أن إسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل فقط تدمير منصات إطلاق الصواريخ.
عمليات محدودة
من جهتها، نقلت “سي بي إس” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن العملية البرية التي ستشنها جنوب لبنان وشيكة، وقد تبدأ الليلة.
وذكر مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أنها ستشن “عمليات محدودة” في عدد من القرى على طول الحدود مع لبنان.
كما أكد مسؤول أميركي آخر لشبكة “سي إن إن” أن إسرائيل قد تشن “قريبا” هجوما بريا محدودا على جنوب لبنان، لكنه تحدث عن “قلق” واشنطن من أن التوغل البري المحدود قد يتطور لعملية أكبر على المدى الطويل.
وقد نفذت قوات خاصة إسرائيلية بالفعل -حسب تصريحات مسؤول أميركي للجزيرة- عمليات توغل محدودة جنوب لبنان “لاستطلاع الأوضاع وتحضير الظروف لعملية برية”.
وأشار ذلك المسؤول الأميركي إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى إقامة منطقة عازلة في المنطقة لضمان عودة سكانها إلى الشمال.
وتعليقا على التقارير الإعلامية بشأن عملية برية إسرائيلية “وشيكة” جنوب لبنان، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “على علم” بتلك التقارير، وإنه سيكون “مرتاحا” إذا توقفت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد ألمح -في وقت سابق اليوم- إلى اعتزام الجيش تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الجيش يمارس ضغوطا على المستوى السياسي للتصديق على عملية برية في لبنان.
وقال غالانت -خلال لقاء رؤساء السلطات المحلية بالشمال- إن المرحلة المقبلة في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبا.
جولة على الحدود
وأجرى غالانت جولة بالقرب من الحدود الشمالية، حيث التقى مقاتلي اللواء 188 ولواء غولاني، وفق موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي.
وقال للجنود، بينهم عناصر من سلاح المدرعات، إن “القضاء على (أمين عام حزب الله) حسن نصر الله خطوة مهمة للغاية، لكنها ليست كل شيء”.
وأضاف غالانت “أقول هنا لجنود الاحتياط والنظاميين: كل ما يجب القيام به سيتم، هدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
وأردف قائلا “مستعدون لبذل كل جهد ممكن.. وسنقوم بتفعيل كل ما هو ضروري، قواتكم والقوات الأخرى من الجو والبر والبحر”.
وفي المقابل، أكد نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله -في أول خطاب علني له بعد اغتيال نصر الله- أن مقاتلي الحزب مستعدون لمواجهة أي غزو بري، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تحقق أهدافها.
وقال قاسم “سنواجه أي احتمال إذا قرر (الجيش) الإسرائيلي أن يدخل بريا.. قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري”.