دفع نقص العمالة جهاز الاستخبارات الخارجية في ألمانيا (بي إن دي)، المحفوف بالسرية والغموض، إلى الخروج من دائرة الظلال المعتمة، ليرسم لنفسه صورة جديدة مبتكرة وعصرية، تهدف إلى اجتذاب المواهب الشابة للعمل ضمن صفوفه، وفي إعلان حديث للجهاز يبدو في خلفية الصورة شعار جديد له غامض، مع موسيقى صاخبة وملامح من رجل المخابرات الشهير في الأفلام السينمائية جيمس بوند.
وكان الانطباع السائد في الأذهان عن وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية على مدى عقود هو أنها جهاز غارق في السرية، ومع ذلك دشنت الوكالة مؤخرا حملة لإضفاء صورة جديدة عنها لدى الجمهور.
وهذه الخطوة هي جزء من إستراتيجية تهدف إلى التنافس مع أصحاب العمل الآخرين، والوكالات الأمنية الأخرى على اجتذاب العاملين المهرة.
ورفعت وكالة الاستخبارات الألمانية شعار “من الغموض إلى العلامة المميزة”، لتكشف عن هدف المهمة التي تقوم بها الوكالة.
وعلى مدى قرابة عام ونصف العام، كان المشرفون على الوكالة الأمنية يعملون في سرية لابتكار صورتهم الجديدة.
ويوضح رئيس جهاز (بي إن دي) برونو كال السبب في الانفتاح الفجائي لوكالة الاستخبارات قائلا إن “عدد المتقاعدين لدينا يفوق العدد الذي نعثر عليه من الشباب ليعمل معنا”.
ويلاحظ أن أحد العناصر الأساسية في التحول الذي تشهده (بي إن دي) هو إدخال شعار جديد تم تطويره للاستخدام الرقمي، وبذلك يبتعد عن الخطوط الإرشادية الحكومية التقليدية لتصميم الشعارات، والشعار الجديد للوكالة الاستخباراتية يتميز بصورة نسر بجوار اختصار اسم الوكالة وهي حروف (بي إن دي) مع استخدام ألوان جديدة وملامح جمالية عصرية.
وتستخدم وكالة الاستخبارات أيضا الألوان الزاهية مثل الأرجوانية والفيروزية والصفراء، والإيقاعات الصاخبة في الموسيقى المصاحبة، التي تشتهر بها أفلام الجاسوسية المثيرة، بهدف لفت مزيد من الأنظار.
ويوضح كال أن وكالة الاستخبارات الألمانية تهدف إلى تشغيل الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 35 عاما، وأيضا من بين الشرائح المختلفة ما بين المتسربين من التعليم الثانوي إلى خريجي الجامعات، ويقول “يمكنك أن تتعلم معنا كيف تصبح رجل مخابرات”.
ويوجد بهذه الوكالة الأمنية 450 مهنة، وبالتالي توجد فرص للالتحاق بها أمام جميع الشرائح التعليمية، اعتبارا من أصحاب الحرف إلى الأكاديميين.
وطرحت الوكالة أيضا فكرة مثيرة تقول “نحن نبحث عن إرهابيين، فاعثر عليهم معنا”.