مع نهاية العام الجاري، واقتراب عام 2026، بدأ عدد من صيحات الديكور القديمة والاتجاهات الكلاسيكية في البروز على واجهة التصاميم الداخلية للمنازل، لتجسد اليوم نوعاً من التوق الفريد إلى الماضي الذي يجمع بفرادة وذكاء بين الأساليب التقليدية ولمسات الحداثة المعاصرة. فيما يرى مصممون عالميون، استطلعت «آل ماغازين» آراءهم، أن بعض الأساليب التي بدت في وقت سابق «قديمة» وربما «منقرضة»، بدأت تكتسب اليوم أبعاداً جديدة، وقيمة أكبر، لتعود من جديد، ليس فقط مألوفة وحديثة، بل عصرية وأنيقة في آن واحد. وهنا استعراض لأبرز ملامح هذه الاتجاهات الستة التي تتصدر العودة إلى زمن الكلاسيكيات والأناقة الموقَّعة بأسماء مصممين تقليديين.
1- عودة «الكروم» و«الفضة»
بعد عقود هيمنت فيها الألوان الدافئة واللمسات غير اللامعة، يعود المعدن اللامع، مثل الكروم والفضة، بحلة جديدة، ليحتل مركز الصدارة في 2026. وتقول كايلي لامبور من أستوديو «إلكتريك بوري» إن هذه اللمسات المعدنية تعيد الوضوح والنقاء إلى التصميم، وتمنح القطع لمسة عصرية عندما تتم موازنتها مع المواد الطبيعية والأقمشة الناعمة. وبدورها، تشير «شيا ماكغي»، مؤسسة Studio McGee، إلى أن هذه المعادن، سواء في الأطباق أو الأثاث، تضيف لمسة من الفخامة، دون أن تفرض حضوراً صارخاً في المكان.
2- فواصل الكتل الزجاجية
جدران الكتل الزجاجية شبه الشفافة، أو ما يسمى الفواصل الزجاجية، التي كانت من أبرز علامات تصميم السبعينات، تعود في 2026 كأداة فعالة لتقسيم المساحات الكبرى في البيوت، مع الحفاظ على ضوء طبيعي متدفق. ويوضح مختصون، مثل المصمم الأميركي جيمس هانيفورد، أن هذا العنصر القديم لا يفصل المساحات فحسب، بل يعطي إحساساً معمارياً فريداً عندما يُدمج مع مواد معاصرة، ما يخلق مظهراً عتيقاً خفيفاً وراقياً في الوقت ذاته.
3- اللوحات الكلاسيكية بنسخة حديثة
أكد مصممون ومختصون بارزون في مجال التصميم الداخلي أن الرسوم والمطبوعات النباتية ولوحات الطيور الطبيعية لم تختف تماماً من مشهد تصاميم وديكورات المنازل الحديثة، بل ظلت مألوفة لفترة من الزمن، لكنها لم تختف تماماً من المشهد، لتعود اليوم بنسخة أكثر معاصرة في 2026، وبدلاً من الإطارات الذهبية القديمة والمزخرفة ذات الطابع المتحفي، أصبحت هذه اللوحات تُعرض بإحساس معاصر وأنيق، يُبرز جمال التفاصيل الطبيعية، ويمنح الفراغات لمسة من الرونق والسحر.
4- لمسة عضوية
يلاحظ مختصون في اتجاهات ديكورات المنازل الحديثة تزايد الاهتمام العام باستخدام القطع ذات الأشكال والتصاميم العضوية والمنحنيات الناعمة، مثل الكراسي المقوسة أو أشكال الأقواس الخفيفة في المداخل أو الأرائك ذات الأذرع المنحنية بلطف والتموجات الخفيفة، لما تضفيه هذه التموجات من إحساس بالدفء والراحة على المساحات، وما تخلقه من مظهر فني وجمالي ناعم وفريد في المكان، ما يجعل المساحة الخاصة تبدو أقل برودة وأكثر نعومة وإحساساً بالألفة، وهي السمات التي ستبدو أكثر تصدراً لاهتمامات المصممين في عام 2026.
5- الدرجات الدافئة
في حين يعود الكروم ليمنح ضرباً من اللمعان الفريد، يدفع بعض المصممين في المقابل باتجاه الألوان الدافئة في بعض الأرضيات والتفاصيل الخشبية التي تضفي إحساساً جمالياً فريداً، مثل البني الغامق (لون الشوكولاتة)، فيما أكد آخرون أن العنابي، والأخضر الداكن، وألواناً مثل البرتقالي المحروق والأصفر الداكن والبني الدافئ، وألوان الصدأ والطين، مرجحة للعودة في 2026، لاستعادة بعض من وميض السبعينات، مشيرين إلى أن هذه الألوان الخريفية التي كانت رائجة في الماضي، تمنح إحساساً بالثبات والدفء، ما يخلق توازناً جميلاً بين البريق المعدني واللمسات الأرضية المريحة.
6- سحر «الفخامة الهادئة»
ينمو في 2026 اتجاه جديد، يطلق عليه البعض اسم «الرفاهية الهادئة»، وهي فلسفة تركز على الرقي غير المعلن، وتعتمد على البساطة، والحرفية العالية، والخطوط النظيفة، وصولاً إلى المواد الطبيعية، مثل الخشب الطبيعي أو المعاد تدويره، والأحجار الطبيعية، وأقمشة مثل «الألبكة» و«المخير»، فضلاً عن التفاصيل المصنوعة يدوياً لخلق مساحات راقية، وراسخة، ومريحة، تتجاوز صرعات الموضة السريعة. فيما يرى مصممون أن هذه التفاصيل ليست مجرد توجهات ديكور فحسب، بل تعكس التزاماً أعمق بالاستدامة والقيمة الفنية، وتقدير الحرفية والأصالة.
