تناول أربعة كتّاب وخبراء في كتابة السيناريو مسارات تكييف النصوص لتناسب الأعمال السينمائية، مسلطين الضوء على العمليات الإبداعية والتقنية المتعلقة بعملية تحويل القصة من الكلمة المكتوبة إلى الشاشة الكبيرة، والعلاقة بين الكاتب وشركات شراء حقوق الملكية الفكرية والإنتاج.
جاء ذلك، في حوار تفاعلي حمل عنوان «من النص إلى الشاشة الكبيرة»، بمشاركة كل من ستيف تشا، وجون ج. نانس، وإيزابيلا مالدونادو، ويحيى صفوت، وأدارته الكاتبة كيه. جي. هوي، خلال فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يُقام في مركز إكسبو الشارقة حتى 17 نوفمبر الجاري تحت شعار «هكذا نبدأ».
وقالت الكاتبة ستيف تشا: «هناك أدوات متوافرة في صناعة الأفلام تعزز النسخة المرئية بعكس العمل المكتوب الذي يتضمن كثافة عاطفية، ويجب على كاتب السيناريو محاولة ترجمته إلى وسيط بصري، وتحويل رواية تتألف من 400 صفحة إلى نص من 100 صفحة فقط، لتحويله إلى فيلم». من جانبه، أشار جون ج. نانس إلى أهمية أن تكون التجربة مفيدة، وإلى ضرورة الاستفادة من الاستشارة الفنية، والتعاون مع المخرج والمنتج ومحاولة عدم التدخل بشكل مباشر في العمل السينمائي أو المسلسل التلفزيوني لكيلا يفقد الكاتب علاقاته الجيدة معهم، مع ضرورة العثور على جوهرة الفيلم أو المسلسل وركيزته الأساسية التي ستبقى في قلوب المشاهدين.
بدورها، قالت إيزابيلا مالدونادو: «تختلف الخيارات عند الحديث عن حقوق الملكية الفكرية، وربما يقدم الكاتب بعض التنازلات مقابل مزايا معينة، ومن المهم التفاوض والمناورة وطلب مساعدة الوكيل الذي يجب أن يتمتع بالبراعة، لا سيما في حالات تنامي الطلب على الكتب، ففي بعض الأحيان تسعى شركات النشر والإنتاج إلى الحصول على نسبة مئوية من المبيعات، وفي أحيان أخرى تحاول شراء الحقوق بالكامل».
من جهته، أشار يحيى صفوت إلى أن الميزانية تشكل تحدياً حقيقياً، لكن التحدي الأكبر هو كتابة الرواية بطريقة مختلفة، لأن الروايات الجيدة تخلق أفلاماً جيدة بالضرورة ومن الصعب نقل هذا النوع من الفن وتقديم العناصر بطريقة مختلفة، مشدداً على أهمية اختصار الرواية وتحويلها إلى سيناريو من غير التفريط في الأفكار والعبارات والكلمات الجوهرية.