تثير سيارات كهربائية منذ ظهورها الكثير من الجدل، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة الحرائق، فبينما يعتقد البعض أنها أكثر عُرضة للاشتعال من سيارات البنزين والديزل، تكشف البيانات أن هذه المخاوف – في الغالب – مبالغ فيها.
وأوردت مجلة السيارات «أوتو تسايتونج» أن السيارات الكهربائية أقل عُرضة للحرائق، استناداً إلى إحصاءات صادرة عن وكالة السلامة الأميركية، والتي تفيد بأن السيارات الكهربائية تحترق بمعدل 25 حادثاً فقط لكل 100 ألف مركبة، مقابل 1530 حريقاً لسيارات البنزين والديزل و3475 حريقاً للسيارات الهجينة.
وعن سبب اندلاع حريق في سيارة كهربائية، أوضحت المجلة الألمانية أنه يكمن غالباً في بطارية الليثيوم -أيون؛ فهذه البطاريات تعمل بجهد عالٍ يصل إلى 800 فولت وتيارات هائلة، ما قد يؤدي إلى ما يعرف باسم «التفريغ الحراري».
ويحدث ذلك في حال تعرض الخلايا للتلف، مثلاً أثناء حادث أو نتيجة خطأ في الشحن أو فرط الشحن؛ فتسخن الخلايا بشكل متسلسل مُطلقة غازات وأكسجين يزيد من اشتعال اللهب.
وأشارت «أوتو تسايتونج» إلى صعوبة إخماد حريق في سيارة كهربائية؛ حيث يتطلب الأمر كميات مياه ضخمة، لذلك تضطر فرق الإطفاء إلى إرسال مركبات عدة لإخماد حادث واحد، فضلاً عن الحاجة لاستخدام أغطية مقاومة للنيران أو حاويات خاصة تبرد السيارة لعدة أيام لتفادي اشتعالها مجدداً.
وفي حال نشوب حريق، فإن التعليمات الأساسية لا تختلف عن أي سيارة أخرى، وتتمثل هذه التعليمات في تأمين مكان الحادث والاتصال بالطوارئ وإنقاذ الركاب عند الإمكان، مع العلم بأن الغازات الناتجة عن أي حريق في سيارة – سواء كهربائية أو تقليدية – ضارة ويجب تجنب استنشاقها.
ومن أبرز التطورات، التي تقلل خطر الحرائق، استخدام بطاريات فوسفات الحديد – الليثيوم (LFP)، التي تمتاز بأنها أقل عرضة للاشتعال من بطاريات الليثيوم – أيون التقليدية، وتُستخدم بالفعل في سيارات بي واي دي و إم جي وتسلا.
أما المستقبل، فيتجه نحو بطاريات الحالة الصلبة (Solid-State)، التي تعد أكثر أماناً لغياب السوائل القابلة للاشتعال.