احتفاءً برمز إماراتي خالد، انطلقت فعاليات «مئوية الشاعر الراحل سلطان العويس» بحفل موسيقي ضخم في «أوبرا دبي» حمل عنوان «نغم في دبي»، نظمته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، برعاية وحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
وحضر الحفل إلى جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ووزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن بن محمد العويس، وأعضاء مجلس أمناء المؤسسة، وعدد من الشخصيات العامة، ووسط حفل رفع شعار «كامل العدد».
رسالة وحوار
وقال نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الدكتور سليمان موسى الجاسم، في كلمته خلال الحفل: «يشرفنا أن تشاركونا هذا الحفل الأوركسترالي الذي يقام إيذاناً بانطلاق أنشطة مئوية سلطان العويس، هذا الشاعر الذي لم يدخر جهداً أو مالاً أو وقتاً في دعم الثقافة والمثقفين، وسخَّر حياته لخدمة الفكر والإبداع».
وأضاف: «يزداد هذا الحدث شرفاً بتواجد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قائد الدبلوماسية الإماراتية والداعم للفكر والثقافة والفنون، ورمز الاهتمام بتعزيز الهوية الإماراتية في المحافل المختلفة».
وتابع الجاسم: «حضوركم بيننا اليوم يعبّر عن رؤية قيادتنا الرشيدة في دعم الإبداع بأشكاله كافة، بما يرسخ مكانة دولة الإمارات كحاضنة للثقافة وملتقى للمبدعين من أنحاء العالم المختلفة».
وأشار إلى أن هذه الفعالية ليست مجرد حفل موسيقي، بل هي رسالة تعبر عن عمق الروابط بين الفنون المختلفة، وتظهر كيف يمكن للإبداع أن يكون جسراً للحوار والتواصل بين الثقافات.
مقطوعات تراثية
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اعتمدت 2025 عاماً للاحتفاء بمئوية الشاعر سلطان العويس (1925 ـ 2025).
وبدأ الحفل الموسيقي الذي قدمته الفرقة السيمفونية التراثية التي ضمت أكثر من 60 عازفاً ومغنياً بقيادة المايسترو محمد القحوم، بمجموعة من المقطوعات التراثية الخليجية تخللتها مقاطع مغناة من قصائد للشاعر سلطان العويس.
كما قدمت الفرقة ألواناً من التراث الموسيقي الخليجي بطريقة معاصرة، بينما ردد الجمهور، وعلى إيقاع التراثيات الموسيقية، أغنيات عالقة في الذاكرة من الوجدان الثقافي للمنطقة.
وفي ختام الحفل قدم الدكتور سليمان موسى الجاسم درع مؤسسة العويس التذكارية للمايسترو محمد القحوم وفرقته، وشكرهم على ما قدموه من فن أصيل، وتمنى لهم التوفيق في جهودهم للحفاظ على هوية فنية مليئة بالطاقة الثقافية للأنغام المبدعة.
يشار إلى أنه في الرابع من يناير من كل عام تمر ذكرى رحيل سلطان بن علي العويس (1925-2000)، الذي يعد أحد رواد النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في دولة الإمارات.
وحسب بيان لمؤسسة سلطان العويس الثقافية، فإنه «رغم مرور 25 سنة على رحيل العويس، لكن لايزال صداه يتردد في أروقة الثقافة العربية، وتأتي هذه الذكرى بطعم مختلف هذا العام الذي اعتمدت فيه (اليونسكو) 2025 عاماً للاحتفال بالذكرى الـ100 لمولد سلطان بن علي العويس»، مشيرة إلى أن مؤسسة العويس أعدت لهذه المناسبة برنامجاً حافلاً من الفعاليات الفكرية والفنية والموسيقية والسينمائية والإصدارات وغيرها من الأنشطة المتميزة التي ستكون طوال عام كامل، ورصدت المؤسسة ميزانية لهذه السنة ستكون مخصصة للأنشطة النوعية التي ستقام داخل الإمارات وخارجها.
وشهد حفل انطلاق «مئوية الشاعر الراحل سلطان العويس» أكثر من 1800 من الحضور من المشارب الثقافية المختلفة، نظراً لما يمثله الشاعر سلطان العويس الذي يعد أحد أبرز وألمع شعراء دولة الإمارات من قيمة ثقافية كبيرة، وما يمثله الموسيقار محمد القحوم من حضور إبداعي على الساحة الفنية.
سلطان الجاسم:
. العويس لم يدخر جهداً أو مالاً أو وقتاً في دعم الثقافة.. والحفل رسالة تعبر عن عمق الروابط بين الفنون.
. 60 عازفاً ومغنياً تضمهم الفرقة السيمفونية التراثية.
. 4 يناير عام 2000 رحل سلطان بن علي العويس الذي ولد في 1925.