برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تنطلق، غداً، الندوة الدولية الكبيرة «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء»، التي تنظمها مؤسسة سلطان بن علي العويس، بالتعاون مع منظمة «اليونسكو»، بمقر المنظمة في باريس، وذلك في إطار الاحتفال بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، وتستمر ليومين، وتعد إحدى أبرز فعاليات البرنامج الاحتفالي الواسع بمئوية الشاعر الراحل.

وتلقي وزيرة دولة في وزارة الخارجية، نورة بنت محمد الكعبي، كلمة في افتتاح الندوة إلى جانب مساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة في منظمة «اليونسكو»، إرنستو أتون راميريز، والمندوب الدائم لدولة الإمارات لدى «اليونسكو» رئيس المجموعة العربية، علي الحاج علي آل علي، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الدكتور سليمان موسى الجاسم.

يشارك في الندوة نخبة من الباحثين والأدباء والشعراء والمستشرقين من مختلف دول العالم.

وعلى هامش الندوة تنظم المؤسسة معرضاً تشكيلياً بعنوان «كلمات تهوى الجمال»، مستوحى من شخصية العويس أو أشعاره، يضم 28 لوحة فنية بين خط وتشكيل وحروفيات مذهبة ومزخرفة بريشة ألمع الفنانين العرب والعالميين.

كما يقام معرض لصور سلطان العويس مع شخصيات ورموز وطنية وأدباء ومفكرين عرب، فازوا بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، ويضم معرض الصور 17 صورة ترصد جانباً من حياة الشاعر الراحل، فضلاً عن معرض كتب مصغر من إصدارات المؤسسة بمناسبة المئوية، إضافة إلى ترجمات لأشعار سلطان إلى الفرنسية، ترجمها أنطوان جوكي، وترجمتها إلى الإنجليزية د. أمنية أمين، وحملت الترجمتان عنوان رماد الحب، كما سيطرح في المعرض كتاب «سلطان بن علي العويس ـ سيرة وطن وعطاء»، تأليف إبراهيم الهاشمي، وكتاب «الألق الشعري في شعر سلطان العويس»، تأليف د. سمر روحي الفيصل، ويتخلل افتتاح الندوة عرض فيلم وثائقي قصير عن حياة سلطان العويس، كما يقدم الفنان فواز باقر وفرقة التخت الشرقي نماذج من الموسيقى التراثية الشرقية.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتمدت عام 2025 عاماً للاحتفال بالذكرى الـ100 لمولد الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، بعد اطلاعها على ملف الشاعر الراحل الذي طرحته اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، في الدورة الـ42 للمؤتمر العام لـ«اليونسكو».

وكانت الاحتفالية بمئوية سلطان العويس تضمنت فعاليات عدة، من بينها معارض تشكيلية وأفلام وثائقية، وحفلات غنائية وإعادة طباعة الأعمال الشعرية الكاملة لسلطان العويس، وإصدار كتب مصوّرة وطوابع بريدية، ومسكوكة تذكارية وغيرها من الأنشطة التي تحتفي بقامة شعرية إماراتية لها بصمتها الواضحة في الثقافة المحلية والعربية.

ومن أبرز بصمات سلطان العويس في الحياة الثقافية المحلية والعربية إطلاق جائزة ثقافية قيمة عام 1987 تحمل اسمه، وتمنح كل عامين لعدد من الكتّاب والمفكرين العرب على إنتاجهم في مجال القصة والرواية والمسرحية، والشعر، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية والمستقبلية، شريطة أن يعكس هذا الإنتاج أصالة الفكر العربي وطموحات الأمة العربية.

ولد الشاعر سلطان بن علي بن عبدالله العويس ببلدة الحيرة في إمارة الشارقة سنة 1925، وفيها تلقى تعليمه الأولي، وكانت عائلته من تجار اللؤلؤ، فقد كان والده علي بن عبدالله العويس من تجّار اللؤلؤ المهرة (الطواشين)، حيث مارس التجارة مع والده، وإلى جانب تجارة اللؤلؤ عمل الشاعر سلطان بن علي بن عبدالله العويس بأعمال أخرى متعددة، وتنقل بين الهند والإمارات، وبدأ كتابة الشعر منذ 1947، ونُشرت أول قصيدة له في عام 1970 في مجلة الورود البيروتية.

وكان مقلّاً في شعره، رغم أنه بدأ بنظمه في مقتبل العمر، ويعدّ في مقدمة الشعراء بدولة الإمارات، وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل في الخليج العربي.

• 28 لوحة فنية بريشة ألمع الفنانين العرب والعالميين، ضمن معرض تشكيلي على هامش الندوة.

شاركها.