باتت الجودة في عالم معيار للسلع، التي نرغب بشرائها، وصارت مطلباً للأفراد والشركات.. بل إن الكثير من الشركات المعروفة على مستوى المنطقة، اليوم، تسارع إلى محاولة ترويج سلعها، من خلال ترويج جودة المنتج، وأصبحت هناك شركات متخصصة في مراجعة معيار الجودة، تمنح من خلالها شهادات تثبت من خلالها مدى جودة هذا المنتج، وقيمته وترويجه، وأصبحت واحدة من المعايير، التي تسعى الشركات والمؤسسات لتطبيقها..

ولكن ماذا عن المستوى الشخصي؟

 نحن نهتم بجودة السلع التي نقوم بشرائها، ولا نهتم بجودة العلاقات، التي نقوم ببنائها مع الآخرين، ولا نهتم بجودة صحتنا، ولا اختيار الطعام المناسب لنا، ولا التربية التي نوليها لأطفالنا، ولا نعتني بجودة التعامل مع الأهل والأصدقاء والناس من حولنا، نحن لا نعتني بجودة النصيحة، ولا الاستماع ولا الإنصات ولا حتى الحديث، نحن لا نعتني أحياناً في اختيار كلماتنا ولا انتقاء عباراتنا، ولا التعبير عن صدق مشاعرنا لمن نحب، نحن لا نعتني بالإتقان لأعمالنا، وليس لدينا جودة الحب مع من نحب، نحن نحتاج إلى إعادة النظر في مختلف المجالات الحياتية حتى نستوعب مفهوم الجودة الحياتية.

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «ما كسب الرجل كسباً أطيب من عمل يده». هذا الحديث بمثابة وصية تحثنا على الجودة والإتقان، والجودة جزء لا يتجزأ من عملنا وطبيعة تفكيرنا اليومي.

أعتقد أن أولى مهام وواجبات الجودة، الإنسانية والصدق والوضوح في التعامل، ثم تأتي خطوات أخرى، لنصل نحو مرحلة الإتقان، فثقافة الحرص على الجودة نحتاج إلى نشرها في مجتمعنا، وحياتنا اليومية، في منازلنا وأعمالنا، وأن نطبقها عملياً، وأن نسعى إليها بكل إتقان.

 

شاركها.