دائماً، عند صدور فيلم جديد، مقتبس عن رواية شهيرة، يحتدم الجدل بين محبي الكتاب والمعجبين بالفيلم، هل كانت الرواية أقوى وأهم أم كان الفيلم؟ وهل قدم «تمثيل» القصة إضافة ما للرواية الأصلية؟

هذا الجدل حول قيمة وجماليات الأعمال المكتوبة التي تحولت إلى أعمال سينمائية لا ينتهي، حيث ينحاز كل فريق إلى طرف من طرفي المعادلة الفنية، إما الكلمة المكتوبة أو الفيلم المصور، وأيهما أفضل وأجمل من الآخر.

وهنا، في هذه المراجعة، مجموعة أعمال أدبية عالمية تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، تستحق القراءة كأدب والمشاهدة كأعمال درامية، وهي من إصدارات دار «روايات» التابعة لمجموعة «كلمات»، المتخصصة في ترجمة ونشر الروايات العالمية إلى اللغة العربية:

«حكاية الجارية».. من الورق إلى السينما

رواية «حكاية الجارية» التي ترجمها للعربية أحمد العلي، وهي من تأليف الكاتبة الكندية مارغريت آتوود، حيث تتناول الرواية التي نُشرت عام 1985 قصة الخادمة «أوفريد» في مجتمع شهد تغيراً جذرياً بسبب ثورة متشددة على السلطة، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي بالعنوان

نفسه للمخرج الألماني فولكر شلوندورف، لعبت فيه الممثلة البريطانية ناتاشا ريتشاردسون دور الخادمة «أوفريد»، وتحولت الرواية إلى مسلسل تلفزيوني أميركي يشمل 56 حلقة في خمسة مواسم من تأليف وإنتاج بروس ميلر، وبطولة الممثلة الأميركية من أصل بريطاني، إليزابيث سينجلتون موس.

«المدعوة غريس» في مسلسل

رواية «المدعوة غريس» للكاتبة الكندية مارغريت آتوود التي نُشرت في عام 1996، وترجمتها للعربية نوف السعيدي، وهي رواية مبنية على أحداث حقيقية جرت في القرن الـ19 بكندا، حيث تدان غريس ماركس بعمر 16 عاماً باعتبارها شريكة في جريمة قتل سيدها ومدبرة منزله، وتم تحويل الرواية إلى مسلسل قصير كندي من إخراج ماري هارون وكتابة سارة بولي، بطولة سارة جادون، وتم عرضه على شبكة «سي بي سي» و«نتفليكس» في عام 2017.

«لو كان لشارع بيل أن يتكلم»

رواية «لو كان لشارع بيل أن يتكلم» التي ألفها الكاتب الأميركي جيمس بالدوين في عام 1974، ونقلتها إلى العربية رفيدا الخباز، تروي قصة فتاة سوداء في الـ19 من عمرها تعيش في حيّ هارلم من مدينة نيويورك تنطلق في رحلة تكشف ألواناً من النضال والحُب والبراءة رغم الظلم الاجتماعي والعنصرية، وتم اقتباس الرواية في فيلم رومانسي أميركي عام 2018 من كتابة وإخراج باري جينكينز، وبطولة كيكي لاين، وفاز الفيلم بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل ممثلة مساعدة وهي ريجينا كينج.

«الإحساس بالنهاية»

رواية «الإحساس بالنهاية» بترجمة طلال فيصل، وهي رواية للكاتب البريطاني جوليان بارنز الذي نشرها في عام 2011، وتدور أحداثها حول عجوز ستيني يدعى توني وبستير يتلقى بعد 40 عاماً تَركة من والدة حبيبته السابقة ورسائل تفتح أبواباً على الماضي، وكأنها تقول: «التّاريخ ليس أكاذيب المنتصرين، إنّه أقرب لأن يكون ذكريات النّاجين، أولئك الذين لم ينتصروا، ولم ينهزموا»، وتم تحويل الرواية إلى فيلم أنتجه ديفيد ثومبسون، وأخرجه ريتيش باترا، ولعب دور البطولة الممثل البريطاني جيم برودبينت.

«إفطار عند تيفاني» في فيلم موسيقي

«إفطار عند تيفاني»، وهي رواية قصيرة للكاتب الأميركي ترومان كابوتي، نُشرت في عام 1958، وترجمها مجدي خاطر، ويستعيد الكاتب في هذا العمل أيامه الأولى في مدينة نيويورك، حين يتعرف إلى جارته الاستثنائية هولي غولايتلي، التي أصبحت من أكثر الشخصيّات شهرة في تاريخ السينما في الولايات المتّحدة، حيث تم اقتباس الرواية في فيلم موسيقي يحمل العنوان نفسه، صدر في سنة 1961 أنتجه ريتشارد شيبرد، وأخرجه بليك إدواردز، ولعبت فيه الممثلة البريطانية أودري هيبورن دور هولي غولايتلي، وترشح الفيلم إلى خمس جوائز أوسكار، حصد منها اثنتين.

«الارتياح للغرباء»

رواية «الارتياح للغرباء» بترجمة أحمد العلي، وهي الرواية الثانية للكاتب البريطاني إيان مكيوان، ونُشرت في عام 1981، وتتناول قصّة كولين وماري خلال إجازتهما في بلدٍ غريب يجتاحه السيّاح، وفي أحد الأيام يلتقيان رجلاً مُريباً يحمل قصّة غريبة ليرويها، فينجذبان إلى عوالم خياليّة من الحُب والشّغَف، وفي عام 1990، تم تحويل الرواية إلى فيلم للمخرج الأميركي بول شريدر، وشارك في تمثيله كل من كريستوفر واكن، وروبرت إيفيريست، وناتاشا ريتشاردسون، وهيلين ميرين.

وتعد هذه الأعمال المختارة جزءاً من مجموعة أكبر لإصدارات «روايات» التابعة لـ«مجموعة كلمات»، والتي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، وتضم «سفر دانيال»، و«العهود»، و«حياة عنيفة»، و«السكك الحديدية السرية»، و«بدم بارد»، و«الطفل في أوانه»، و«المريض الإنجليزي»، و«الطلب الأخير»، و«راكتايم»، و«أوديب ملِكاً» و«صبية نيكل»، وغيرها من الأعمال.

عند صدور فيلم جديد، مقتبس عن رواية شهيرة، يحتدم الجدل بين محبي الكتاب والمعجبين بالفيلم، هل كانت الرواية أقوى وأهم أم كان الفيلم؟ وهل قدم «تمثيل» القصة إضافة ما للرواية الأصلية؟

شاركها.
Exit mobile version