تجربة مميزة تحملها الإماراتية منى فكري في مجال الموارد البشرية، إذ حققت – بعد نحو 27 عاماً من العمل – نجاحات لاسيما في منصبها الحالي مديرة تنفيذية للموارد البشرية في مجموعة «دوكاب» المختصة في مجال الطاقة، مؤكدة أنها وبنات الإمارات قادرات على العطاء وتحقيق مزيد من النجاحات والعطاء في كل الميادين.
وقالت منى فكري لـ«الإمارات اليوم»: «حققت إلى اليوم خبرة وصلت إلى 27 سنة في الموارد البشرية، وانضممت إلى (دوكاب) عام 2014، في إدارة تحقق مصالح الموظفين والشركة معاً، إذ تعمل دائماً على وضع الأطر لعلاقات الموظفين مع المؤسسة وفق القوانين».
وحول انضمامها لشركة مختصة في مجال الطاقة والتصنيع، اعترفت بأنها في البدء شعرت بأن هذا العالم ذكوري إلى حد ما، ولكن مع الوقت وجدت أن مجموعة من النساء يدخلنه دون تردد، موضحة أن العمل في هذا النوع من الشركات يشكل فرصة للمرأة كي تثبت نفسها في مجالات جديدة وغير مألوفة.
وشددت على أن بنات الإمارات حصلن على الدعم في شتى المجالات، ما يشجعهن على دخول مجالات جديدة.
وحققت منى مجموعة من الإنجازات في ملف التوطين، موضحة أن «الكفاءات الوطنية تشغل 70% من المناصب التنفيذية في الشركة التي أعمل فيها، ويتولى ثلاثة إماراتيين مواقع قيادية ضمن منشآتها التصنيعية، كما أطلقت (دوكاب) ثلاث مبادرات تدريبية وتأهيلية لإعداد الكفاءات والكوادر ضمن برنامج التنمية الوطنية الخاص بالشركة. وتضم المبادرات برنامج (بدايتي) الهادف إلى استقطاب المواطنين وتمكينهم من اكتساب الخبرات العملية في مختلف المجالات، وبرنامج المنح الدراسية، وبرنامج تدريب الطلبة».
وحول التحديات في مجال شؤون الموظفين والموارد البشرية، رأت منى أن أبرزها يكمن في كون كثير من الموظفين غالباً ما ينظرون إلى الأمور من ناحية شخصية، مع أن المسؤول في هذه الإدارة يعمل على مراعاة الظروف الشخصية، وفقاً للنظم والقوانين. وأشارت إلى أن هذه الإدارة تتبع القوانين دائماً، وما يمكن أخذه بعين الاعتبار من استثناءات يجب أن يكون متمتعاً بإمكانية التطبيق على الجميع، فالنظام يسري على الكل، كما أن الاستثناء يجب أن يكون كذلك، وهذا ما قد لا يدركه كثيرون.
وتؤمن منى بالخبرة التراكمية، علاوة على أن التطور في أي مجال وتحقيق النجاح والتميز فيه، يأتي من خلال توافر مجموعة من العناصر، بدءاً من حب المرء وشغفه بعمله، مروراً بالتحلي بالرغبة في التعلم وتطوير الذات، والالتزام بالمبادئ الأساسية في العمل، وصولاً إلى الوجود في مقر العمل وتقديم خدمة نوعية مميزة، فضلاً عن مساندة الفريق القوي المهم جداً في أي إدارة.
وأكدت أن طموحاتها بعد نحو 27 عاماً من العمل، تكمن في أن تكون لديها الفرصة دائماً للعطاء والإنجاز في الحياة، وأن تكون عضواً فعالاً وليس خاملاً في الحياة.
ووجهت رسالة إلى المرأة الإماراتية في يومها تتمثل في أن تكون مستقلة وطموحة، وأن تعمل في المجال الذي تحبه، وتحافظ على جميع أحلامها، إذ تؤمن بأن المرأة تتمتع بالقدرة على الموازنة بين العديد من المجالات، فهي من الممكن أن تكون زوجة وأماً، وفي الوقت نفسه تكون ناجحة في عملها، فهي بالفطرة تمتلك القدرة على تأدية مهام عديدة.
ونوهت بأنه يتم الحديث كثيراً عن الموازنة بين الحياة العملية والشخصية في حياة المرأة، وفعلياً حين تطبيق هذه الموازنة يمكن أن تحقق المرأة ذاتها وسعادتها، فهذه الموازنة مهارة يجب أن تتعلمها المرأة لإعطاء كل جانب من حياتها حقه، أي أن يكون كامل تركيزها في العمل حينما توجد في المكتب، ولكنها في المقابل تقدم كامل وقتها للعائلة حين تعود إلى المنزل.
وكشفت منى فكري عن أن حلمها كان أن تكمل دراستها حتى تنال درجة الدكتوراه، ولكنها لم تتمكن من ذلك، لذا ستواصل أحلامها في الإنجاز المهني.
رسالة إلى الشابات
نصحت منى فكري الشابات من الجيل الجديد بدخول ميدان الموارد البشرية، معتبرة أن دور هذا المجال مهم جداً في أي مؤسسة أو شركة، إذ يوفر الحقوق لكل الموظفين وليس لشخص واحد، موضحة أنها وظيفة محددة بالقوانين والأنظمة، حالها حال رجل القانون أو الشرطة، أو غيرها من المهن التي يتم فيها تحديد الحقوق والواجبات.
وأضافت أنه في ظل الحديث عن مهن ووظائف ستنقرض، فإن الموارد البشرية لن تكون من بينها، لأهمية العنصر البشري فيها، ولأنها ترتبط بحياة الناس.