عممت إدارة مقاهي “ستاربكس ” الشهيرة على فروعها في كوريا الجنوبية قرارا يحظر على الزبائن اصطحاب حواسيبهم المكتبية الضخمة وطوابع الورق إلى مقاهيها بعدما تحولت مساحة الاستجمام تلك لمكاتب عمل متفرقة وفقا لما تنقله وسائل إعلام كورية.
وطبّقت الشركة السياسة الجديدة التي تحظر إدخال الأجهزة كبيرة الحجم إلى فروعها في كوريا الجنوبية، بعدما صارت رؤية الزبائن تعمل على أجهزتها المكتبية وبجانبها طابعاتها الورقية مألوفا في المقاهي.
وصرح متحدث باسم “ستاربكس” لمجلة “فورتشن” في بيان: “حدّثت ستاربكس كوريا سياستها ليتمكن جميع العملاء من الاستمتاع بتجربة ممتعة وسهلة الوصول في فروعها. وبينما تُرحّب بأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الشخصية الصغيرة، يُطلب من العملاء الامتناع عن إحضار أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو الطابعات أو غيرها من الأجهزة كبيرة الحجم التي قد تُحدّ من عدد المقاعد وتُؤثر على المساحة المشتركة”.
ولسنوات، ظهرت بؤرٌ “كاغونغجوك” وهو مصطلح يُشير إلى الأفراد الذين يقضون فترات طويلة في العمل في المقاهي نتيجةً لازدهار العمل عن بُعد الذي أحدثته جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى ازدياد وظائف العقود المؤقتة في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، وفقًا لجو إلفينغ-هوانغ، الأستاذة المشاركة في المجتمع والثقافة الكورية بجامعة كيرتن في أستراليا. وقالت إلفينغ-هوانغ لمجلة “فورتشن”: “إنها طريقة عمل رخيصة جدًا في الواقع. يمكنك ببساطة الذهاب لتناول فنجان من القهوة والعمل هناك، لكن الناس يبالغون قليلًا في هذا الأمر هذه الأيام“.
من جهتها علقت يونغ-كي كيم-رينو، الأستاذة الفخرية للغة والثقافة الكورية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، ، بأن كوريا تتمتع بثقافة قوية في المقاهي. وأضافت “إن فشل الشركات الكورية في العثور على مساحات مكتبية أو تحمل تكلفتها دفع بعضها إلى السماح لموظفيها بالعمل في مساحات عمل مشتركة تابعة لجهات خارجية أو عن بُعد، مما دفع الكثيرين إلى التوافد على المقاهي.“
ومع ذلك، لا يتعاطف جميع أصحاب المقاهي مع تغيير ثقافة العمل، إذ يصفون جماعة “كاغونغجوك” بـ”سارقي الكهرباء”، ويزعمون أن الزبائن يبقون في العمل في أعمالهم لساعات بينما يحتسون فنجانًا واحدًا فقط من القهوة خلال ذلك الوقت.