على الرغم من تحديات المناخ التي فرضتها الطبيعة الصحراوية لدولة الإمارات، فإن الاستراتيجيات الوطنية والخطط المدروسة، التي تبنتها القيادة الرشيدة منذ التأسيس، استطاعت إعادة رسم الخريطة البيئية، التي أثمرت نشر مساحات واسعة من الأراضي الخضراء معتمدة على إرادة صادقة من أبناء الإمارات لتبني المبادرات الزراعية المستدامة وزيادة عدد المزارع التي تنتج شتى أنواع المحاصيل، باستخدام أحدث التقنيات الزراعية الذكية لتحقيق الاستثمار الأمثل للأراضي الزراعية مع ضمان جودة المنتج المحلي وتعزيز قدرته على المنافسة.
ولم تكن هذه الجهود متجهة نحو تشجير الأراضي الصحراوية بالأشجار المحلية فحسب، بل لجأ الكثير من المبادرات المؤسسية والفردية إلى خوض غمار الزراعات الاستراتيجية لاسيما القمح، الذي حقق نجاحات باهرة في الإنتاج خلال السنوات الماضية، فضلاً عن نشره مئات الهكتارات من المساحات الخضراء وسط الصحراء.
وتُعد زراعة القمح في دولة الإمارات رافداً مهماً من الروافد الاستراتيجية لمنظومة الأمن الغذائي، والوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي، وشجعتها الدولة عبر المؤسسات والجهات المعنية بالقطاع الزراعي، من خلال توظيف الإمكانات والموارد لتوفير المحاصيل العضوية والغذائية الآمنة، إلى جانب تبني أفضل الأساليب الزراعية الفاعلة في مجال إنتاج أنواع الحبوب المختلفة ذات الجودة العالية.
وتولي حملة «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، اهتماماً كبيراً بتسليط الضوء على التجارب الزراعية المستدامة الناجحة، بهدف تحفيز الزيارات السياحية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
وبمجهود فردي تطوعي كانت نواته 16 مزارعاً مواطناً، انطلقت في عام 2017 مبادرة «قمح الإمارات» التي تُعد إحدى المبادرات الرائدة في مجال الزراعة، لتنتشر بعد ذلك على مستوى الدولة عبر انضمام الكثير من المزارع إلى المبادرة الناجحة حتى وصل عدد المزارع المشاركة إلى أكثر من 200 مزرعة.
وبدءاً من مارس 2022 بدأت الشارقة بمشروع زراعة القمح في منطقة مليحة، على مساحات ممتدة تصل إلى 1400 هكتار، لإنتاج أكبر كمية من القمح، وتلبية احتياجات السوق، إذ نثرت بذور المرحلة الأولى في نهاية نوفمبر 2022، وجاء حصادها بعد أربعة أشهر لتنتج الشارقة واحداً من أجود أنواع القمح في العالم، لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أي مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة بصحة الإنسان.
وتعزيزاً لنشر المبادرة على نطاع واسع بين المزارعين دشنت دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة مبادرة توزيع بذور القمح الأصيلة على المزارعين المواطنين، بهدف دعم زراعة السلع الاستراتيجية بالدولة، وتم توزيع قرابة ثلاثة أطنان من بذور قمح الخبز صنف (يوكورا روجو) الذي يُعد من أهم وأجود أصناف القمح الحمراء التي تتميز بالنقاوة العالية، وقصر فترة الإنبات، والخلو من الأمراض الفطرية.
كما أطلق المشروع علامة القمح التجارية «سبع سنابل» لتلبية الطلب في السوق المحلية ورفع سقف الإنتاج بتوسعة المساحة المزروعة من القمح لتصل إلى 1900 هكتار، وزراعة 285 طناً من بذور القمح فيها.
وحصل دقيق «سبع سنابل» على خمس شهادات، معتمدة في الجودة والسلامة.
الأعلى عالمياً
انطلقت الجهود البحثية بمختبرات مشروع زراعة القمح في منطقة مليحة، وتهدف إلى تطوير سلالة جديدة من القمح أطلق عليها اسم سلالة «الشارقة-1»، وتُعد أكثر تحملاً للتغيرات المناخية والحرارة، وأقل استهلاكاً وتوفيراً للمياه بنسبة 30%، وأكثر إنتاجية وأغنى من ناحية القيمة الغذائية، وتحتوي على نسبة 19% من البروتين وهي الأعلى عالمياً والأسرع في النضج والحصاد.
. زراعة القمح رافد مهم من الروافد الاستراتيجية لمنظومة الأمن الغذائي.
. 5 شهادات في الجودة والسلامة حصل عليها دقيق «سبع سنابل».
. 200 مزرعة انضمت إلى مبادرة «قمح الإمارات».