عبْر أعمال تتنوع بين التركيب واللوحات والصوت، يسلّط معرض «زمن متضافر/مياه عميقة» – الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون قريباً – الضوء على استكشاف الفنانتين لبينا حميد وماجدة ستاوارسكا المستمر لموضوعي اللغة والذاكرة، سواء عبر ممارستهما الفنية الفردية أو المشتركة.
وينطلق المعرض الذي يأتي ضمن برنامج مؤسسة الشارقة للفنون لخريف 2023، في 29 الجاري، ويستمر حتى 28 يناير 2024، في المباني الفنية في ساحة المريجة.
ويعد «زمن متضافر/مياه عميقة» الأول للفنانتين في المنطقة، ويأتي امتداداً لتعاونهما الفني على مدار سنوات، ويضم مجموعة من الأعمال التي أعيد تخيُّلها استجابة للمشهد العمراني والصوتي لإمارة الشارقة، وما تستحضره المدينة من مشاعر مرتبطة بوصفها متاخمة للبحر، بالإضافة إلى أربعة أعمال جديدة من تكليف المؤسسة وأخرى أنتجتها الفنانتان حديثاً.
وقال قيّم المعرض عمر خليف: «يمكننا أن نفهم نتائج العمل المشترك بين لبينا وماجدة عبر مجموعة الوسائط المتعددة في المعرض، إذ تستخدم الفنانتان اللوحة والشعر واللغة والصوت للكشف عن التاريخ والذكريات الخاصة بهما من جهة، وتلك الخاصة بمدينة الشارقة من جهة أخرى».
ويعود التعاون بين الفنانتين إلى ما يقارب عقدين من الزمن، إذ جمعت ممارستهما المشتركة بين اهتمامهما العميق بوسيط الصوت وبحثهما في التاريخ الإنساني، حيث تُعرف حميد (مواليد زنجبار 1954) بمقاربتها الفنية المغايرة سواء في كتابتها أو لوحاتها أو أعمالها التركيبية، التي تركز فيها على تصوير مشاهد الحياة اليومية التي غالباً ما يتم تجاهلها، وهي واحدة من الفنانين الرواد والمؤسسين لحركة الفن الأسود البريطانية في الثمانينات.
فيما تستكشف ستاوارسكا (مواليد بولندا 1976) موضوع الذاكرة عبر ممارستها التي تجمع فيها الصوت والأداء وصور التحريك والفوتوغراف، الناتجة عن عملية «الإصغاء الداخلي» التي تتضمن الإنصات للمدن والاستجابة لها في حوار مع قاطنيها.
عمر خليف:
• «الفنانتان تستخدمان اللوحة والشعر والصوت للكشف عن التاريخ والذكريات الخاصة بهما من جهة، والخاصة بالشارقة من جهة أخرى».
اختبار ذاكرة
في قلب معرض «زمن متضافر/مياه عميقة» سيحضر عرض متخيل يحمل عنوان «زنجبار» (1998-2023)، وهو عبارة عن سلسلة من اللوحات رسمتها الفنانة لبينا حميد داخل عمل تركيبي صوتي أنشأته ماجدة ستاوارسكا، إذ تعيد من خلاله صياغة رحلات العودة الموازية للعمر، على شكل لقاء حسي مع الزوار المدعوين للاستماع والتجوال، بغية اختبار ذاكرة تتكشف أمامهم.
وفي مكان آخر من المعرض، أحدثت الفنانة حركة في الأشياء المجمّعة لتظهر وكأنها منحوتات، ما يقود المتفرجين إلى معالم جغرافية على ارتباط بالبحر.