الحزن له تأثير كبير على نفسية الإنسان، قد يصيبه بالإحباط والشعور بالعجز والتدمير والقهر وربما الهزيمة، الحزن متعدد بسبب الفقد والموت قد نشعر بالألم لأي مشهد فيه حزن، الحزن موجود في عالمنا بكثرة، ربما لطبيعة الحياة التي نعيشها، قد تشعر بالحزن لكلمة أو موقف حدث من أقرب الناس لك، قد تؤلمك نظرة من عزيز ربما محمّلة بالكبرياء والغرور والتحدي، قد لا تعرف سببها الحزن فهو موجود في حياتنا اليومية وفي تعاملاتنا مع الآخرين، وفي مقار وظائفنا، ومع أصدقائنا، وبين أسرنا ومحبينا وبين أطفالنا وعند وداع من نحب.

لا بدّ أن نؤمن أنه لا يوجد حزن دائم ولا سعادة أبدية، قد يأتيك الحزن من أقرب الناس إليك دون قصد أو بشكل عفوي، وهناك الكثير من الأمثال التي تتحدث عن الحزن منها مقولة جلال الدين الرومي: «مع الزمن يتحول الألم لحزن ويتحول الحزن لصمت ويتحول الصمت إلى وحدة ضخمة شاسعة كالمحيطات المظلمة».

وهناك مثل صيني يقول: «إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك»، أما الكاتب مكسيم غوركي فيقول: «السعادة تبدو صغيرة عندما تكون بين يديك، وعندما تخسرها تدرك كم هي كبيرة وقيّمة».

هناك الكثير من الأقوال والحكم التي تحثنا على مواجهة الحزن وتجنّب الغرق فيه، وتأكد لو أنك من مدمني الحزن حتماً سوف تعيش في حزن دائم وألم ومرض ولن تفارقك اللحظات السوداوية ولا الأمراض النفسية، فما أكثر مدمني الكآبة والأحزان الذين يعيشون تحت سيطرة حزنهم وضيقهم وتعاستهم ولا يشعرون بالسعادة ولا الفرح عندما يزورهم، لا يشعرون بقيمة الجمال ولا قيمة الحب ولا الفرح في حياتهم ولا نعمة وجود أحبائهم ولا وجود الأسرة ولا الأصدقاء ولا نعمة الصحة والمال، بل قد يؤذون من حولهم بهذه الكآبة، وقد يجرّون أحباءهم لمنعطف خطير، ولكن يجب تجنّب الإحباط وأن لا يسيطر علينا وعلى مشاعرنا.

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم دوماً يحث على الصبر والقوة والجلَد والاستعانة بالصلاة والدعاء والذكر والأناة وتذكر الله في وقت المحن والمصائب، منها قوله عليه الصلاة والسلام: «ما يصيب المؤمن من نَصَب ولا وَصَب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».

ولنكون أكثر وضوحاً فإننا بطريقة أو بأخرى لا نملك إلا الصبر على مصائب الحياة التي تجلب الأحزان، أما القنوط واليأس فلم يجلب لنا إلا الألم النفسي والهمّ، وكما ذكرت سيقود في نهاية المطاف نحو هاوية من الإحباط والمرض.

شاركها.
Exit mobile version