نجح الموسم التاسع لمدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، الذي نُظم خلال الفترة من الثاني من نوفمبر إلى 28 فبراير الماضيين، في استقطاب حضور مميز من طلبة المدارس، إذ تعرّف جيل جديد منهم إلى فنّ الصقارة بشغف وفضول عبر دروس نظرية وجلسات تطبيقية عملية، بما في ذلك إطلاق الصقور في البرية، واكتشاف الصحراء، وآداب السنع، مؤكدين حرصهم على إبقاء تراثهم العريق حيّاً.
وشهدت مدرسة محمد بن زايد للصقارة، وهي المشروع التعليمي الرائد لنادي صقّاري الإمارات، منذ تأسيسها في عام 2016، إقبالاً واسعاً على تعلّم فن الصيد بالصقور وتقاليد العيش في الصحراء، إذ استطاعت أن تستقطب، حتى اليوم، خلال تسعة مواسم 6696 طالباً من الجنسين، منهم 4342 من الذكور، و2354 من الإناث، ووفق التقرير الإحصائي والتقييمي، الصادر أخيراً عن النادي، في مارس الجاري، فقد شارك خلال الموسم الأخير 1622 طالبة وطالباً، وهو أعلى عدد من الطلبة المُتدرّبين في تاريخ المدرسة.
إحياء إنجازات
وأكد الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، ماجد علي المنصوري، أنّ مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء تهدف إلى زيادة الوعي بقيمة الصقارة كتراث إنساني، وغرس المبادئ والممارسات الصحيحة لهذا التراث العربي الأصيل في النشء، وهي تُشكّل جزءاً من الجهود المبذولة لتعميق التواصل بين الحاضر والماضي، وإحياء إنجازات الصقّار الرائد على مستوى العالم، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ونهجه الأصيل في المُحافظة على رياضة الصقارة وتوريثها لأجيال المستقبل.
وتوجّه بخالص الشكر والتقدير لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، للدعم اللامحدود من سموه لجهود ومشاريع صون رياضة الصيد بالصقور، والحفاظ على التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات، وبشكل خاص دعم سموه لأنشطة وفعاليات وبرامج نادي صقّاري الإمارات ومدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء.
دورات مُفيدة وممتعة
وبدأت أنشطة المدرسة للموسم التاسع مع مطلع نوفمبر الماضي، من خلال ثلاث دورات مُفيدة وممتعة للطلاب الذين تراوح أعمارهم بين سبعة أعوام و17 عاماً، الأولى دورة المهارات الأساسية، وهي مثالية للمُبتدئين، ودورة العضوية (للصقّارين الشباب الراغبين في التعلّم بشكل أعمق)، إضافة إلى الأنشطة الجماعية التعليمية والمُناسبة لكل الفئات العُمرية.
ومن مزايا تفرّد مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، كونها تمنح الفتيات فرصة فريدة لتعلّم مهارات تحتفي بتراث الإمارات الغني، بجانب الاستمتاع بتجارب عملية. وعبر توطيد علاقة خاصة مع الصقور وإتقان التقنيات الأساسية للصقارة، تتعلّم الطالبات المزيد عن فنّ الصيد بالصقور، ليُصبحن جزءاً من هذا التقليد العريق الذي تتوارثه الأجيال وتحرص على صونه اعتزازاً وفخراً به.
وتشهد الحضيرة خلال المواسم التعليمية للمدرسة قصصاً شيّقة عن المقناص ورحلات الصيد التي كان يقوم بها الصقّارون الإماراتيون منذ عقود طويلة، وذلك إضافة إلى تعزيز مبادئ السنع وآداب الضيافة وتقاليدها والمجالس العربية التي تُمثّل جزءاً مهماً في حياة أفراد المجتمع في الإمارات، كما يحصل الطلبة على معلومات وافية عن النباتات الفريدة في البيئة الصحراوية، وعن الآثار المُدهشة للحيوانات التي توجد في البرية.
برامج مميزة
تُقدّم مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء باقة من البرامج التعليمية المميزة، منها: دروس نظرية في تربية الصقور (أنواعها، وتشريحها، وطرائدها، ومبادئ الصقارة وأخلاقياتها)، وكيفية الحفاظ على الصقور (أسس التعامل معها، وكيفية استدامتها)، والدروس العملية للصقارة (التعامل مع الصقور، وتدريبها وتربيتها ورعايتها، والحفاظ عليها)، وفراسة الصحراء (الآداب والسنع والأخلاقيات الواجب اتباعها)، وكذلك التعرّف إلى أهمية طائر الحبارى في الصقارة العربية.
ماجد المنصوري:
. المدرسة تهدف إلى زيادة الوعي بقيمة الصقارة كتراث إنساني، وغرس مبادئه لدى النشء.
. 6696 طالباً وطالبة استقبلتهم المدرسة على مدار تسعة مواسم.