مثقف من الطراز الأول، وشاعر رحال، يعيش حياته في رحلة لا تنتهي، هو الشاعر الإماراتي، محمد أحمد خليفة السويدي، صاحب البصمات البارزة على المشهد الثقافي في الإمارات، والمشاريع الثقافية الفريدة البارزة على المستوى العربي، التي تغطي مجالات مختلفة، مثل «المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق»، الذي أسسه ويرعاه بهدف إحياء أدب الرحلة من خلال نشاطات علمية وبحثية، منها «جائزة ابن بطوطة» التي تعد الوحيدة من نوعها المخصصة لأدب الرحلة، والدراسات والبحوث المتعلقة به، بالإضافة إلى رعايته مشروعات إلكترونية، منها «موقع الوراق، الذي يعد أكبر مكتبة افتراضية عربية على الإنترنت، وواحة المعلقات، وموقع المسالك، وواحة المتنبي، وأطلس القرآن الكريم».
وشغل السويدي في عام 1987 منصب مدير مؤسسة الثقافة والفنون بالمجمع الثقافي في أبوظبي، وفي عام 1990 تولى منصب الأمين العام للمجمع الثقافي حتى عام 2006، وخلال تلك الفترة كان المجمع قلب العاصمة الثقافي، وقِبلة للمفكرين والمبدعين والمثقفين من مختلف العالم العربي، ودعا السويدي دولاً عدة، عبر سفاراتها، إلى إقامة أنشطة وأسابيع ثقافية واسعة في الإمارات، وعمل على استضافة كبار أعلام الفكر والثقافة في الوطن العربي، كما عرف عنه أيضاً اهتمامه المبكر بتقنية المعلومات وتوظيفها لخدمة الثقافة، فكانت له، ولاتزال، إسهامات عدة في هذا المجال.
شغف محمد السويدي بالترحال، وأدب الرحلات تخطى حدود التعريف السائد للرحلات، وكان دافعاً له لأن يخترق حاجزي الزمان والمكان بحساباتهما المادية التقليدية، ليقوم برحلات غير مسبوقة عبر التاريخ، متتبعاً فيها خطى عمالقة الثقافة والشعر في العالمين العربي والغربي، مثل الشاعر أبي الطيب المتنبي، الذي استحضره في حوارات شائقة تناول فيها جوانب ليست شائعة عن الشاعر، بأسلوب يحمل اجتهادات وبصمات خاصة بكاتبها في «يوميات دير العاقول».
وفي مجال الشعر يعد السويدي من الشعراء المجددين، فقد أعطى قصيدته بعداً جديداً تجلى في الصياغة الشعرية، والصنعة الفنية، وإضفاء المفردة العميقة، واستطاع أن يمزج في قصائده بين المفردة العامية لبدو المنطقة، ومفردات فصيحة في إطار ما يسمى «تفصيح العامية»، مع الحداثة بلون وقالب شعري تقليدي، يرتكز على أهم مقومات القصيدة، ولم يقتصر اهتمام محمد السويدي على الشعر العربي، فاهتم بالشعر العالمي ودرس أشعار أوفيد وباتشو وغوته وأريتينو وطاغور وغيرهم، كما تحظى الآداب والفنون الأخرى، كالرواية، والسينما، والأوبرا والموسيقى، والفن التشكيلي والنحت، بنصيب وافر من شغفه، الذي يمتد ليشمل أيضاً الحضارات، وأحوال الأمم وثقافاتها ومقارنات الأديان وتاريخ الفن.
محمد السويدي ولد في مدينة العين، ونشأ في أسرة محبة للعلم والمعرفة، وتلقى تعليمه الإعدادي بمدرسة محمد بن القاسم في أبوظبي، وفي عام 1977 أتم تعليمه الثانوي في مدرسة أبوظبي الثانوية، وواصل دراسة اللغة الإنجليزية بمدينة سكاربرا في المملكة المتحدة، وأكمل تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة، في إنديانابوليس ثم في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث حصل عام 1982 على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة «كال بالي-Cal Poly».
• عمل على استضافة كبار أعلام الفكر والثقافة في الوطن العربي، وعُرف عنه اهتمامه المبكر بتقنية المعلومات وتوظيفها لخدمة الثقافة.
• لم يقتصر اهتمامه على الشعر العربي، فاهتم بالشعر العالمي، والآداب، والفنون الأخرى كالرواية والسينما والأوبرا.
• أسس «المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق» بهدف إحياء أدب الرحلة، كما أطلق «جائزة ابن بطوطة».
1977 أتم تعليمه الثانوي في مدرسة أبوظبي الثانوية، وواصل دراسة اللغة الإنجليزية بمدينة سكاربرا في المملكة المتحدة.
1982 حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة «كال بالي-Cal Poly».
1987 شغل السويدي منصب مدير مؤسسة الثقافة والفنون بالمجمع الثقافي في أبوظبي.
1990 تولى السويدي منصب الأمين العام للمجمع الثقافي حتى عام 2006.