حضور إماراتي لافت سجلته مشاركة مجموعة من الفنانين الإماراتيين في «ترينالي آيتشي 2025» باليابان، الذي يعد أكبر مهرجان للفنون المعاصرة على نطاق عالمي، حيث يقدم كل من محمد كاظم وعفراء الظاهري وميثاء عبدالله وشيخة المزروع أعمالاً فنية جديدة ومتنوعة، تعكس ملامح المشهد الفني في الدولة، وتضعه في قلب الحوار البصري العالمي.

وابتداء من 13 سبتمبر الجاري وحتى 30 نوفمبر المقبل، تستمر فعاليات الدورة السادسة من ترينالي «آيتشي»، التي تُقيّمها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، تحت شعار «وقت بين الرماد والورود»، المستلهَم من قصيدة الشاعر السوري أدونيس، والذي يقدم برنامجاً متنوعاً يضم عدداً من المعارض والندوات واللقاءات والورش الفنية والعروض الأدائية على امتداد محافظة آيتشي، بما في ذلك مركز الفنون في ناغويا، مدينة سيتو، ومتحف آيتشي للخزف.

رؤى بديلة

وحمل الافتتاح بُعداً خاصاً بتولي الشيخة حور بنت سلطان القاسمي منصب المدير الفني للترينالي، لتكون أول شخصية غير يابانية تشغل هذا الموقع، وأكدت في كلمتها أن «المعرض ليس مجرد منصة للعرض، بل مساحة للتفكير في القضايا العالمية وبحث أشكال جديدة من التضامن»، مشيرة إلى أن «الفن يمكن أن يفتح نوافذ لفهم أزمات الحاضر وصياغة رؤى بديلة للمستقبل».

وتتميز المشاركة الإماراتية بتعدد الوسائط والأساليب الفنية، حيث تقدم عفراء الظاهري أعمالاً تستند إلى الأداء والفيديو والفن التركيبي، مستلهمة رؤيتها الفنية من نشأتها في أبوظبي وتجربتها في بيئة حضرية متغيرة، حيث تتأمل مفاهيم الزمن والهشاشة وقدرة الإنسان على الصمود.

أما الفنان محمد كاظم، الذي يعد أحد أبرز رواد الفن المفاهيمي في الإمارات، فيواصل من خلال عمله الجديد بحثه في العلاقة بين الإنسان والمكان، مستخدماً الصوت والفيديو وسيطين أساسيين، استناداً إلى تجربة ممتدة منذ التسعينات في استكشاف إدراك الحواس للبيئة والخرائط.

الفنانة التشكيلية ميثاء عبدالله تشارك بأعمال تجمع بين الفيلم والنحت والرسم والأداء، لتمزج الفلكلور والأساطير بعلم النفس في تشكيل شخصيات مسرحية تجسد خبراتها الذاتية، وتجربة وصفها النقاد بأنها مزيج من الرمزية والبعد النفسي الذي يضفي طابعاً كونياً على السرد الشخصي.

في الوقت الذي تكشف الفنانة الإماراتية، شيخة المزروع، عن عمل نحتي تم إنجازه خصيصاً لموقع العرض، تستكشف من خلاله جدلية التوتر بين الكتلة والفراغ، وبين القوة والهشاشة، مقدمة للزوار تجربة حسية غامرة تتكامل مع الفضاء المعماري المحيط.


محطة مهمة

تشكل المشارَكة الإماراتية في هذه النسخة الجديدة من «ترينالي آيتشي 2025» محطة مهمة تعكس نضج الحركة الفنية في الدولة، وتأكيد حضورها على الساحة الدولية، فبينما تحمل أعمال عفراء الظاهري وميثاء عبدالله وشيخة المزروع سمات جيل جديد يتجه نحو التجريب ومساءلة الهوية والذاكرة، يمثل محمد كاظم امتداداً تأسيسياً للفن المفاهيمي في الإمارات، حيث يرسخ «الترينالي» صورة الفن الإماراتي باعتباره جزءاً أصيلاً من خطاب بصري عالمي يتقاطع مع قضايا الإنسان والبيئة والذاكرة المشتركة.

حور القاسمي:

• «المعرض» ليس مجرد منصة للعرض، بل مساحة للتفكير في القضايا العالمية، وبحث أشكال جديدة من التضامن.

• محمد كاظم يواصل بحثه في العلاقة بين الإنسان والمكان، مستخدماً الصوت والفيديو وسيطين أساسيين، استناداً إلى تجربة ممتدة منذ التسعينات.

• ميثاء عبدالله تشارك بأعمال تجمع بين الفيلم والنحت والرسم والأداء، لتمزج الفلكلور والأساطير بعلم النفس في تشكيل شخصيات مسرحية تجسد خبراتها الذاتية.

• الفنانة شيخة المزروع تستكشف، من خلال عمل نحتي، جدلية التوتر بين الكتلة والفراغ، وبين القوة والهشاشة، مقدمة للزوار تجربة حسية غامرة.

شاركها.
Exit mobile version