يُدرك معظم مرضى السكري كيفية تأثير بعض الأطعمة، وخصوصاً تلك التي تحتوي على الكربوهيدرات، على مستويات سكر الدم لديهم. ولكن ما قد لا يدركه كثيرون هو أن توقيت الوجبات يلعب دوراً حيوياً في ضبط سكر الدم لدى أولئك المرضى.

لماذا يعتبر توقيت الوجبات مهماً لمرضى السكري؟

حسب موقع «هيلث» العلمي، فإن تناول الوجبات الأساسية والأطعمة الخفيفة بانتظام وبكمية ثابتة من الكربوهيدرات في الوقت نفسه كل يوم، أمر ضروري للحفاظ على مستويات الطاقة مستقرة، والسيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.

كما أن تناول وجبات منتظمة يعتبر مهماً بشكل خاص للمرضى الذين يتلقون العلاج بالإنسولين التقليدي أو الأدوية الفموية المخفضة للسكر، مثل الميغليتينيدات والسلفونيليوريا؛ حيث إن تخطي الوجبات الأساسية أو الوجبات الخفيفة في أثناء اتباع هذه الأنظمة العلاجية يعرِّض الشخص لخطر انخفاض مستويات السكر في الدم.

ولن يؤدي انخفاض مستوى السكر في الدم إلى الارتعاش والتعرق والدوار والجوع فحسب؛ بل إنه إذا حدث هذا بشكل متكرر، فإن السعرات الحرارية الزائدة التي تحتاج إليها لعكس هذا الانخفاض قد تؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن.

يمكن أن يؤدي تخطي الوجبات أيضاً إلى الإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من اليوم، مما قد يتسبب في زيادة مفاجئة في مستويات السكر في الدم.

وقد يحدث انخفاض سكر الدم في أي وقت من اليوم. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين لا يتناولون وجبات ووجبات خفيفة بانتظام طوال اليوم هم أكثر عرضة لتجربة انخفاض سكر الدم في الليل.

وتُعرف هذه الحالة باسم نقص سكر الدم الليلي.

ويمكن أن يكون انخفاض سكر الدم في أثناء الليل خطراً محتملاً؛ لأنك قد لا تدرك حدوثه، مما يعرضك للخطر بشكل كبير.

التوقيت الأفضل للوجبات لمرضى السكري

الإفطار

يتفق معظم الخبراء على أن تناول وجبة إفطار صحية بعد الاستيقاظ مباشرة يفيد مرضى السكري.

ولا يقتصر دور وجبة الإفطار المتوازنة على الشعور بالشبع طوال اليوم فحسب؛ بل تساعد أيضاً في التحكم في مستوى السكر بالدم.

ويرتبط تناول وجبة إفطار أكبر متبوعة بوجبات أصغر على الغداء والعشاء بفقدان الوزن، وانخفاض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

من ناحية أخرى، يرتبط تخطي وجبة الإفطار بارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة الوزن.

على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على بالغين مصابين بداء السكري من النوع الأول، أن تخطي وجبة الإفطار يرفع مستويات السكر في الدم خلال فترة ما بعد الظهر والليل.

وربطت دراسة أخرى تخطِّي وجبة الإفطار بالسمنة لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وتتسبب زيادة الوزن أو السمنة في ارتفاع خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية.

الغداء والعشاء

توصلت الدراسات والبحوث السابقة إلى أن أفضل توقيت لتناول مرضى السكري وجبة الغداء، هو بين الساعة 12:00 ظهراً و2:00 ظهراً.

أما بالنسبة لوجبة العشاء، فينبغي أن يتم تناولها قبل أكثر من 3 ساعات من النوم.

ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على عدد من مرضى السكري من النوع الثاني أن تناول العشاء قبل ساعتين من النوم يرتبط بالسمنة، وضعف التحكم في مستوى السكر بالدم.

ويُنصح عموماً بتناول وجبتَي غداء وعشاء متوازنتين مع كمية الكربوهيدرات نفسها يومياً، للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم والطاقة.

الوجبات الخفيفة

يجب على مرضى السكري تناول وجبتين خفيفتين بعد ساعتين إلى 3 ساعات من تناول الوجبات الأساسية يومياً، للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.

وإذا كنت معرضاً لخطر نقص سكر الدم الليلي، فقد يساعد تناول وجبة خفيفة قبل النوم على منع انخفاض سكر الدم بشكل كبير خلال الليل.

شاركها.