من يشاهد مباريات دوري المحترفين لكرة القدم حالياً يستغرب كثرة اللاعبين غير المواطنين، بعد أن أصبحت الأندية تضم العشرات وصل عددهم في بعض الأندية فوق الـ100 و200 لاعب نأتي بهم ونضمهم لاختيار الأفضل للعب ضمن فرقنا سواء في الفريق الأول أو المراحل السنية. من هنا تبدو الخطوة ونحن نتناول ما يخص القاعدة التي تتمثل بتكوين الفرق السنية.
حيث تنعدم الفرصة لأولادنا ويأخذ القادمون أماكنهم ويتأثر صغارنا فيهجرون الأندية، فهل فكر اتحاد الكرة أو إحدى لجانه بأن تقوم بجولات ميدانية لكي تتعرف على الواقع المر الذي تمر به الأندية، ليست فقط الصغيرة، بل الكبيرة صاحبة الشأن الكروي، فإلى متى يظل الحال هكذا، نجلس في مكاتبنا لا نتحرك ونأخذ قراراتنا بالتمرير أو «الواتس» دون خطة علمية بحثية ميدانية، ونترك الأمر يمر دون بذل الجهد والتعب، فهذه الظاهرة الخطيرة إذا لم نجد لها حلاً سنندم كثيراً!
التجنيس الرياضي لم يعد سراً من الأسرار فقد أصبح في الآونة الأخيرة ظاهرة اجتماعية سعت إليها الكثير من دول المنطقة في إطار التوجهات والتغييرات الجذرية في فكر المجتمع، بعد أن نجحت التجربة في العديد من دول العالم المتقدمة والكبرى التي وجدت ضالتها في التجنيس الذي ساهم في تحقيق البطولات والإنجازات العالمية في الألعاب الفردية والجماعية.. إذن الظاهرة عالمية ولم تعد مقصورة محلياً أو منحصرة في منطقة جغرافية معينة، وأعتقد أن المتابعين للوضع الرياضي العام بالدولة، والكروي خاصة، يتذكرون مدى الجدل الذي أثير في هذا الأمر.
حيث تحولت القضية إلى أزمة حقيقية واجهت الكرة الإماراتية منذ بداية الثمانينيات وشغلت الوسط الرياضي، ومن فترة قصيرة حيث انقسم الشارع الرياضي إلى قسمين بين مؤيد ومعارض، والجديد هذه المرة يختلف عن المرات السابقة التي دعا فيها البعض إلى تجنيس بعض اللاعبين الموهوبين من اللاعبين الأجانب الذين غابوا عن الكرة الإماراتية 18 عاماً ثم عادوا بطريقة مختلفة أصبحت الأعداد فوق ما نتصور، فهل لدينا تصور ودراسة جدية بالأمر لنعرف نحن إلى أين ذاهبون، فماذا لو تحرك من يعنيه الأمر وقام بجولات في الأندية مفاجأة؟! والله من وراء القصد.