يكرّس مهرجان العين للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية خلال الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر المقبل، برعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، مساحة واسعة للاحتفاء بالشعر والفنون الإبداعية، عبر برنامجه الجماهيري البارز «ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة»، الذي أثبت حضوره في الدورات الثلاث الماضية باستقطابه جمهوراً واسعاً، وتقديمه تجربة نوعية تربط الشعر بالموسيقى والغناء.

وفي دورته الرابعة، التي تحمل شعار «من العين يُغنّى القصيد»، يواصل البرنامج تسليط الضوء على شعراء مدينة العين الذين أسهموا في صون الموروث الشعري الشعبي، وإبراز قيمه الجمالية والوجدانية.

وضمن فقرة «الشخصيات الرئيسة» يستحضر البرنامج أثر شعراء كبار فقدتهم الساحة الشعرية والتراثية، وفي مقدمتهم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رئيس نادي تراث الإمارات السابق، الذي عُرف بعنايته البالغة بتراث الدولة وثقافتها الأصيلة، والشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد، الشاعر الذي تغنّى بكلماته أبرز نجوم الإمارات والخليج، إلى جانب الشاعر حمد بن سهيل الكتبي، الذي كان فارس الأمسيات الشعرية، وركيزة من ركائز الحراك الثقافي في مجال الشعر الشعبي.

ويقدّم البرنامج فقرات تستهدف مختلف شرائح المجتمع، تماشياً مع «عام المجتمع»، من ضمنها جلسات حوارية في الشعر والتراث، تبرز كيف شكّل الشعر جزءاً أصيلاً من الحياة اليومية، من خلال الأمثال والأبيات التي تحاكي مجتمع مدينة العين تحديداً بكل ما فيه من قيم وعادات وتقاليد حيّة.

ويستضيف البرنامج، الذي يترقبه عشاق الشعر، أكثر من 30 شاعراً، ضمن سبع جلسات وأمسيات شعرية، تقام في قصر المويجعي مساء كل يوم من أيام المهرجان. وإلى جانب إلقاء الشعراء مجموعة مختارة من قصائدهم، تستضيف الجلسات شعراء يؤدون لوحات من الفنون الشعبية الإماراتية في بيئاتها البرية والبحرية، مثل: التغرودة، والونة، والردحة، والعازي، والمنكوس، والشلات، المحببة لدى الجمهور، بحيث يلتقي الشعر مع فنون الأداء، على مدار أمسيات يستمتع فيها الحضور بأنماط فنية موغلة في القدم، تسكن وجدان الأبناء والأحفاد الذين يستشعرون أصداء أصوات الأجداد. ويتضمن البرنامج أيضاً جلسات متخصصة تتناول قضايا الشعر الشعبي الأصيل، ومنها ما يتصل بالهوية الوطنية والمجتمع.

وللمرة الأولى في مدينة العين يفتح البرنامج المجال لمشاركة المواهب الشعرية من الأطفال والناشئة، من خلال تخصيص جلسة لهم، تبرز طاقاتهم الشعرية من جهة، وتكسبهم مهارات جديدة لدى سماعهم قصائد الشعراء، ما يسهم في ترسيخ موهبة الشعر في نفوسهم، ويحفزها في إبداعاتهم مستقبلاً.

شاركها.