كم شخصاً منا يحب عمله؟ وكم شخصاً لا يرغب بالذهاب إلى العمل بسبب زميل ضايقه أو مدير لم يقم بترقيته أو ربما لظرف أو عقبة أو عدم التكيف مع ما لا نستطيع تغييره أو رفضه في يومنا العادي، أحياناً قد تمر علينا ظروف ومواقف صعبة وننتظر أن تتغير عندما ننتقل من مرحلة إلى أخرى، فلا أحد منا يقول أنا لا أحب وظيفتي بصوت عالٍ، إنما نكتم ذلك الحزن في نفوسنا؟ لماذا لا نتعلم كيف نحب وظائفنا؟ أن نتكيف ونتأقلم مع ما يصيبنا ويعترينا من ظروف وحالات لا طاقة لنا بتغييرها، البعض يقول إنه إذا وجد وظيفة جديدة سوف يصبح أفضل، البعض قد يأخذ شعوره وإحساسه السلبي معه من وظيفته القديمة، لذلك يحتاج أن ينمي نفسه ويطور من مهاراته في التعامل مع نفسه والآخرين، طالما تملك شعوراً قائماً على السلبية تأكد بأن هذا الشعور سوف يطغى ويكبر في داخلك لأن عقلك سوف يذكرك بها من وقت إلى آخر، لن تستطيع التقدم والنجاح والتفوق في أي مجال من مجالات الحياة إذا كنت تكره العمل في مكان ما، سوف يظل هذا الإحساس يلاحقك وسوف يظل في داخلك فترة طويلة حتى تتعود على المكان، تذكر عندما تخرج من عملك وأنت كاره له سوف تحمل معك طاقة الكراهية، كل ما تفعله لنفسك أن تحاول أن تجتاز هذه المرحلة حتى تنتقل للمستقبل.

مقولة الفيلسوف كونفوشيوس: «اختر وظيفة تحبها ولن تضطر إلى العمل يوماً واحداً طيلة حياتك» هي دليل على أن الوظيفة ليست مكاناً فقط للرزق، إنما مكان تقضي فيه كل وقتك تقريباً، تتعامل فيه مع زملاء ومديرين وغيرهم، لذا أرى أنه من الأهمية للمؤسسات أن تحاول نشر ثقافة الرضا بالعمل والوظيفة، والتوعية بقيمتها للفرد والمجتمع، أن نحاول أن نزرع هذه القيم في القلوب والعقول، وأن نعلي من قيمة العمل، وأقصد العمل بدقة وإبداع وتميز، وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».

إن ثقافة العمل والوظيفة والاهتمام بها والإبداع فيها لن تأتي بسهولة، بل هي مسؤولية تتطلب منا الإتقان والجدية والأمانة، وأن نحاول أن نبتكر في أعمالنا بكل حماس وإخلاص، وأن لا نهدر ساعات العمل في الحديث وتضييعه في أعمال شخصية، أن تحب عملك معنى ذلك أن تنجز بإخلاص، أن تبتكر، أن تقدم حلولاً، أن تنهي أهدافك الوظيفية الملزم بها خلال العام الوظيفي، أن تعطي بحب، أن تنشر ثقافة الحوار الهادف بين زملائك، أن تحترم الوقت، أن تحاول أن تطوّر من نفسك وتقدم حلولاً مبتكرة وجديدة لمهام عملك.

شاركها.
Exit mobile version