رفع رجل كوري جنوبي دعوى قضائية ضد زوجته بتهمة “الهجر المتعمد” وطلب الطلاق بعد رفضها التبرع بجزء من كبدها لإنقاذه، مما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الزوجان، وكلاهما في أوائل الثلاثينيات من العمر، متزوجين منذ ثلاث سنوات ولديهما ابنتان – طفلة تبلغ من العمر عامين وطفلة رضيعة لم تتجاوز شهرها الأول عند تشخيص حالته.

وفي الشتاء الماضي، شُخِّص الزوج بتليف الكبد الصفراوي الأولي، وهو مرض كبدي نادر، وحذره الأطباء من أنه بدون زراعة كبد، لن يعيش أكثر من عام. وفي محاولة يائسة لإنقاذه، باع والداه منزلهما لتمويل علاجه، بينما بقيت زوجته إلى جانبه ترعاه بكل تفانٍ.

وحدثت معجزة عندما كشفت الفحوصات أنها متطابقة تماماً معه كمتبرعة، مما جعلها المرشحة المثالية لعملية الزرع. مع ذلك، عندما طلب منها زوجها المضي قدمًا، رفضت. وأخبرت الأطباء وعائلته أنها تعاني من “رهاب مرضي من الإبر والأشياء الحادة” وأنها لا تستطيع تحمل الجراحة.

وأثار رفضها توترًا داخل الأسرة، فشعر الزوج بالخيانة، وبدأ يسخر من جهودها في رعايته، قائلًا لها: “ما جدوى رعايتي؟ أنتِ تريدين فقط أن تريني أموت. يمكنكِ قتلي“.

ولحسن الحظ، تم العثور على متبرع متوفى دماغيًا في الوقت المناسب،  وخضع الزوج لعملية زرع كبد ناجحة.

وبعد تعافيه، بدأ بالتحقيق في ادعاءات زوجته واكتشف أنها خضعت سابقًا لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، وأجرت فحوصات دم دون أي مضاعفات. وعند مواجهتها، اعترفت الزوجة أخيرًا بأن ما تسميه “رهابًا” لم يكن سوى ذريعة، وأوضحت أن سببها الحقيقي هو خوفها الشديد من مخاطر الجراحة، وقلقها من أن تُترك ابنتاها الصغيرتان يتيمتين في حال حدوث مكروه لها.

واستشاط الزوج غضبًا مما اعتبره خداعًا وتخليًا في وقت حاجته، فرفع دعوى طلاق، متهمًا زوجته بـ”التخلي المتعمد” والتقصير في واجباتها الزوجية.

إلا أن المحكمة حكمت لصالح الزوجة، مؤكدةً أن التبرع بالأعضاء مسألة تتعلق بالاستقلالية الجسدية الشخصية، ولا يمكن إجبار أي شخص على التبرع بها، حتى بين الزوجين. وشدد الحكم على أن إكراه الزوج وإساءته اللفظية قد قوّضا أساس الثقة في زواجهما، مما يجعله المسؤول الأول عن انهيار العلاقة. كما أقرت المحكمة بأن رفض الزوجة كان مبنيًا على حرصها المبرر على سلامة طفلتيهما. وفي النهاية، اتفق الزوجان على الطلاق. واحتفظت الزوجة بحضانة طفلتيها، مع استمرارها في تقديم الدعم المالي لزوجها خلال فترة علاجه.

وأثارت القصة، التي نقلتها شبكة “سيول” الإذاعية، نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دافع العديد من المعلقين عن قرار الزوجة.

وتساءل أحدهم: “لماذا عليها التبرع؟ عدم التبرع هو الخيار الطبيعي. هل يعني الزواج أن بإمكان الزوج أن يطلب أعضاءها متى شاء؟

 

شاركها.
Exit mobile version