«لا تُبنى المجموعات والمقتنيات على حب المال، بل على الشغف»، هكذا يعرّف جامع خواتم الرجال العالمي، فيكتور غاستو، حكاية والده، إيف غاستو، مع جمع الخواتم التي ورثها عنه، لتتحول مقتنياتهم إلى واحدة من أبرز مجمعات الخواتم على نطاق عالمي، ورث غاستو شغفه في جمع خواتم الرجال من والده، الذي بدأ ببناء مجموعة ذات شهرة عالمية، إذ وصل عددها اليوم إلى 1000 خاتم، ويُعرض منها 600 خاتم في حي دبي للتصميم في «ليكول الشرق الأوسط»، تحت عنوان «خواتم الرجال، مجموعة إيف غاستو».
بداية الحكاية
ورث غاستو شغف جمع الخواتم عن والده، وراح يستكمل المجموعة التي بدأ والده ببنائها منذ ما يقارب من 30 عاماً، واستهلّ حديثه مع «الإمارات اليوم» عن بداية والده في جمع الخواتم، قائلاً: «بدأ والدي بجمع الخواتم في عمر صغير، وذلك بعد زيارته إحدى الكنائس، وخلال تأدية الطقوس الدينية رأى خاتماً بيد الكاهن، وقد أعجبه إلى حد أنه بات يزور الكنيسة من أجل رؤية الخاتم، وقد شكلت هذه الزيارة منعطفاً في علاقته مع الخواتم، إذ راح يجمعها على اختلاف أنواعها»، وأضاف: «بدأ بمجموعة من الخواتم النسائية والرجالية، فقد اشترى في البدء خواتم تنتمي إلى مجموعات لدور فاخرة، كانت تصمم على نحو خاص الخواتم للكنائس، ولكن المجموعة خضعت للتجديد والتطوير، حيث أضيف إليها عدد من الخواتم النادرة»، ويرى غاستو أن المجموعة ذات طابع شخصي، وهي تعيد الاتصال بينه وبين والده المتوفى، موضحاً أنها حية وتتنفس وأكثر من مجرد جماد، فهي تتحدث عن قصة شغف وحياة.
مجموعة ديمقراطية
وتشهد دبي عرض 600 خاتم من المجموعة التي ورثها غاستو عن والده، في «ليكول الشرق الأوسط»، وقال عن المجموعة: «إن أردت وصف المجموعة فيمكنني وصفها بالمجموعة الديمقراطية، وكذلك الجامحة، فهي تحمل خواتم تنتمي إلى قطع الانتيك، وتعود إلى 300 سنة قبل الميلاد، وصولاً إلى الخواتم التي تنتمي للعصر الراهن، وهي بمجملها تحمل طريقة مختلفة في التجميع، حيث إن معظم الناس يقومون بجمع الخواتم الأبرز والأهم والأكثر ندرة»، وأكد غاستو أنه اختار دبي لهذا المعرض، أولاً بسبب حصوله على فرصة العرض في «ليكول الشرق الأوسط»، مثنياً على الفرصة لمشاركة شغف واسم والده، وثانياً بسبب وجود ثقافة الخواتم لدى الرجال.
تقدير القطع
ولفت غاستو إلى أن المجموعة تشتمل على بعض الخواتم البسيطة، وهذا يحمل في طياته رسالة إلى أنه لا توجد حدود في الجمع، فلابد من تقدير القطع المتميزة حتى وإن لم تصنف غالية. ونوه بأن المعرض يحمل رسالة خاصة بجمع الخواتم، والتي تفيد بأنه يمكن البدء بتكوين مجموعة صغيرة، وليس هناك حاجة لجمع المئات من الخواتم وبأسعار مرتفعة، فالأهم هو الشغف والفضول، فهي عملية أشبه بفتح الأدراج واستكشاف ما بداخلها.
يحمل المعرض ثيمات مختلفة، وأشار غاستو إلى وجود خواتم تعود للعصور الوسطى، وأخرى تعود للعصر الروماني وما قبل الميلاد، كما أن هناك خواتم تتسم بالنقوش التي تحملها، وليس الأحجار الكريمة الموجودة بداخلها، إذ تحمل رسومات معقدة جداً، وصعبة التنفيذ خصوصاً بأحجامها الصغيرة، ونوّه بأنه يمكن رؤية بعض الخواتم المميزة بقصصها، أو حتى مالكيها الأوائل، فبعض الخواتم كانت تعود لشخصيات مشهورة، ومن بينها الخاتم المعروض في دبي، والذي كان يعود للعازف وملحن الجاز الغجري الشهير جانغو راينهارت، والذي تميز بكونه تعرض لحرق في يديه في الصغر، وهو يعزف باستخدام ثلاث أصابع فقط.
ثقافة الخواتم
ونوّه بأن ثقافة الخواتم تنتشر على نحو كبير في الشرق الأوسط، فنسبة كبيرة من الرجال في دبي ومنطقة الخليج يضعون الخواتم، ولهذا فإن المعرض، الذي يمتد حتى 26 أبريل، يشهد حضوراً وتفاعلاً كبيراً من قبل الرجال في المنطقة، فهم يحبون الأحجار، ولاسيما التي تنتمي للمنطقة.
وحول المجموعة وتطورها، أكد غاستو أنه مازال يعمل على شراء الخواتم، والإضافة إلى المجموعة التي أسسها والده، ويضيف الآن بعض الخواتم، لكنه أكثر حرصاً على اختيار التصاميم المميزة، وأوضح أن تصميم الخواتم المميزة منتشر في كل دول العالم، ولهذا غالباً ما يحرص على شراء الخواتم في سفراته المتعددة، وقدم مجموعة من النصائح لشراء الخواتم، موضحاً أنه لابد من البدء في الشراء وفي بناء المجموعة، وأخذ المعلومات، مشدداً على أنه في البدء لن يشتري المرء الخواتم الأفضل، ولكنه مع الوقت سيعمل على تحسين المجموعة، بسبب الفضول والمعلومات، وشدد على أن خاتمه الذي لا يبيعه هو خاتم حصل عليه من والده حين كان يبلغ من العمر 25 عاماً، وهو ليس أغلى الخواتم التي يملكها، ولكنه الأغلى على قلبه.
محطات تاريخية
يسلط معرض «خواتم الرجال: مجموعة إيف غاستو»، الضوء على العلاقة الفريدة بين الرجال وخواتمهم، وتتسم بتنوعها وطرازها الرفيع، فقد ولدت من شغف غاستو بالجمال الذي ورثه ابنه فيكتور، الوصي الحالي على المجموعة. ومن بين الخواتم الموجودة في المجموعة، تلك التي تنتمي للصوفية المسيحية، وتتسم بتصاميمها البسيطة، حيث أخذت تفاصيل أكثر مع تنامي قوة الكنيسة، وتعود الخواتم إلى آلاف السنين، وقد تم اكتشاف عينات منها في بلاد الرافدين ومصر، وبعض الخواتم كان يستخدم للزينة، وبعضها الآخر لأسباب روحانية، أما في البندقية، على سبيل المثال، فيبرز توجه الخواتم إلى الطابع الرمزي الأشبه بالمسرحي، حيث كانت بعض الرموز المنقوشة على الخواتم تدلل على القوة، أو تؤكد أوقات السلم والحرب.